الحق في الحياة...اول حقوق الإنسان…

Photo

كل إنسان يمكن ان تتخلل ذهنه فكرة الانتحار....امام مشاق ومصاعب الحياة...او أمام مشاكل معنوية أو نفسية... ولكن القليل...القليل جدا...يمر إلى التنفيذ...لأن التفكير حر ولا حدود له...اما التنفيذ فهو فعل مادي تعيقه اكراهات مادية متعددة ومتنوعة...وتعيقه أفكار حرة أخرى تتناقض مع فكرة الانتحار…

ما حصل للشاب الصحفي في مدينة القصرين...حسب مشاهدتي لما تمكنت منه من فيديوات...أبقى المسألة فيها الكثير من الغموض...ويمكن ان يسفر البحث الجنائي عن إثبات جرائم دفعت إلى هذا الانتحار…

فإذا كان الانتحار لا يمثل جريمة بالنسبة لمن يقوم به في حق نفسه...فإنه يمثل جريمة لمن يساعده عليه.. وكذلك لمن لم ينجده...والبحث يجيب...كما يقال..

أما ما لا يجب أن يحصل...بمناسبة هذه الفاجعة...فهو عدم احترام الحق في الحياة...واستغلال فقدان هذا الشاب...لأغراض سياسوية...من من هم مع الحكومة أو من هم ضدها على حد السواء…

فان كان من من الطبيعي والشرعي ان يتأثر ويغضب الناس ضد الأسباب الإجتماعية المتفاقمة التي أدت إلى هذه الفاجعة...ويتظاهرون ضدها ومن اجل وضع حد لها...فهم لا يفعلون ذلك لأنهم مع فكرة الانتحار...وإنما لأنهم ضدها فقامو يحتجون على الأسباب التي أدت إليها…

لكنه ليس من الطبيعي وليس من الشرعي والإنساني مطلقا...ان "ينظر" البعض منفعيا... ليقولون لنا أن الله حرم الانتحار...للتعمية عن الأسباب الإجتماعية التي كانت وراءه ...وللتغطية عن مسؤوليتهم المباشرة فيها…

هذا في حين أنهم من قبله افتوا ان انتحار البوعزيزي كان شهادة...وذلك منفعيا أيضا ...فقط لأنه أسفر عن ثورة حرية وكرامة...كانت لهم بمثابة طلوع الفجر...الذي فرج كربتهم المنحنية بفعل عواصف الاستبداد وكوارثه على الناس...ومنحتهم حريتهم…

ينظرون بكل وقاحة هكذا!!! مروجون فتاوى تقول أن الفقيد سيشهد عذاب القبر...وسيذهب إلى الجحيم...ليضيفو لوعة أخرى لعائلته ...غير عابءين بإحساسها ولوعة والديه وإخوته على هذا المصاب الجلل...وبدون احترام للموتى!!!!

وكذلك ليس من الطبيعي وليس من الشرعي ان يعمد البعض إلى نكران الحق في الحياة....والركوب على ما حدث وتمجيده...بدعوى أن هذه من الأفعال التي تذهب بالشعب إلى الثورة...ضد المنظومة الحاكمة…

ألم يفكرو في لوعة والديه وإخوته وأقاربه من فقدانه...او انهم لا إنسانية لهم؟ وهل سيكون لهم نفس الموقف السياسوي...لو ان الفقيد كان ابنهم أو اخيهم؟ ألم يفكرو...ولو لهنيهة...انه من غير الممكن بناء دولة ديمقراطية إجتماعية بدون احترام حقوق الإنسان...وأولها احترام الحق في الحياة والسلامة الجسدية؟

فإلى متى هذا الاستهار بالحياة وبالكرامة الإنسانية من هذه الاتجاهات؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات