حق التظاهر...والاحتجاج السلمي هذا الحق مكفول بالدستور...وهو من المكاسب الرئيسية للثورة…

Photo

ولكن منذ الثورة...استعملت القوى المعادية لها...ولاستحقاقاتها الديمقراطية والإجتماعية ...مكاسب الحرية للشعب التونسي مثل حق التظاهر وحرية التعبير والصحافة وحرية التنظيم إلخ ...للرجوع بالبلاد إلى الوراء...إلى ما قبل الثورة... الى انفراد منظومة الاستبداد والفساد بالبلاد... وهذا أمر موضوعي...حدث في كل بلدان الانتقال الديمقراطي والإجتماعي…

ولكن لم ينجح في معظمها...لأن من شاركوا في الثورات وحملو استحقاتها لم يتركوا لهم فرصة للنجاح في غيهم... اليوم في تونس مثلا...تكاثرت الإحتجاجات الإجتماعية بسبب ما أوصلت البلاد إليه حكومات الفساد المتعاقبة...من احتقان متعاظم بسبب الانتهاك المتواصل والمتفاقم للحقوق الإجتماعية...مؤتمرة في ذلك بتعليمات خارجية...ولا باستحقاقات وطنية...هي من استحقاقات الثورة....

ولكن كالعادة...وهذا يتكرر منذ الثورة...فإن بارونات الفساد المتحالفين مع أزلام منظومة بن علي المستبدة والفاسدة...يستغلون الحريات لمحاولة وأدها والقضاء عليها...حتى يرجعو بنا الى الوراء..وينفردو بالشأن العام…

ويتجلى ذلك مثلا في بعض المظاهرات الليلية...بمناسبة تفاقم الإحتجاجات الإجتماعية والسياسية ضد السلطة...التي يستعمل فيها شبان لمبن...غير مؤطرين...ويقع تشجيعهم ماديا وحتى طمأنتهم بالإفلات من العقاب...للإعتداء على المواطنين العزل وعلى أملاكهم وتجارتهم الشحيحة التي بدونها تجوع عائلاتهم...وعلى الموظفين المأمورين من أعوان أمن وحفظ سلامة المواطنين من المجرمين…

يفعلون ذلك...كخطة سياسية...لأن الأباطرة وأزلام بن علي... يعلمون أنه بالنسبة للمواطن العادي...وهم يمثلون الشعب ولا نخبه...فإن أمنه وأمن عائلته وأملاكه التي ترتزق منها عائلته ...هي أول شيئ يهمه في حياته...لأنها تتعلق بالحق في الحياة بكرامة... وما الإحتجاجات الإجتماعية إلا نضال من أجل هذا الحق…

هؤلاء الفاسدين والمستبدين...المتنفذين في السلطة...في كل مرة تتأجج فيه الإحتجاجات الاجتماعية والسياسية ضد مصالحهم و سلطتهم...وعندما يستشعرون الخطر عليها... يوظفون اللمبن للاعتداء على المواطنين ونهب أملاكهم ... ويوضفون أيضا الإعلام الفاسد الذي يمولون شركاته... ويوضفون الساسيين الذين يمولون أحزابهم وحملاتهم الانتخابية... لتشويه الاحتجاجات الجماهيرية الإجتماعية والسياسية السلمية...ولمغالطة الجماهير الشعبية مدعين ان اعتداءات العصابات التي مولوها على المواطنين...هي من ضمن تلك الإحتجاجات....

الحق في التظاهر السلمي حق لا يجب أن يخضع مبدئيا لتوقيت...نهاري أو ليلي... ولكن أمام هجمة العصابات الفاسدة عليه... يجب تفويت الفرصة وسحب البساط أمامهم...فهم يعملون باستغلاله في غير وجه حق...لوأده…

وان لزم التمسك بهذا الحق...فيجب القيام به في أماكن لا تقترب منها العصابات...ويجب تأطير التحرك...وعدم التورع في الكشف وطرد المندسين المجرمين الذين انضمو ليس للتظاهر على الحقوق.. وإنما لاقتراف جرائم ضد الأشخاص والأملاك... وأكثر من ذلك...وهذا واجب خدمة للشعب ومصالحه...وأمنه…

يجب التباين مع "مظاهرات" هؤلاء العصابات...والتشهير بها وباعتداءاتها على المواطنين...وفضحها أمام الرأي...ولا يجب السكوت عنهم بعد اليوم... وعمن يخطط لهم ويعطيهم التعليمات…

ولا يجب أن ننسى خاصة... أن الحق في السلامة الجسدية والأمن والأمان للمواطنين....هو من أولى حقوق الإنسان...وهو مقدم على سواها...ويسمو على كل "تنظير"…

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات