عاد محسن مرزوق إلى الحديث عن زيارته المثيرة التي قام بها سنة 2015 إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد اقصائه لخصمه ومنافسه على زعامة نداء تونس الطيب البكوش وتجميد صلاحياته كوزير للخارجية، وأكد أن الزيارة كانت على نفقته الخاصة ووقع على اثرها العديد من الاتفاقيات كان أبرزها واكثرها منفعة لتونس "وفق مرزوق" تلك التي تعني الجوانب الامنية، وقال مرزوق في حوار لصالح برنامج "تونس اليوم" الذي تقدمه الإعلامية مريم بلقاضي، قال انه كان بصحبه رجل الأعمال الذي وصفه بالوطني منذر بن عياد، الذي وجه له تحية خاصة من على منبر الحوار التونسي.
اكد مرزوق ان تونس لا تملك سياسة خارجية، بل تقوم بادارة علاقات خارجية، ونوه إلى ان السياسية الخارجية تعني الاهداف والاصدقاء والرغبة في الوصول الى شيء ما : "يلزم تكون عندك اهداف، عندك اصدقاء، تحب توصل لأشياء، وأنا يؤلمني جدا انو نشوفوا العالم قاعد يتحول قدامنا واحنا قاعدين نتفرجوا عليه من الشباك ما عندناش سياسة.. مشينا للولايات المتحدة باش نفتشوا على صديق قوي والاختيار هذا كان من الاختيارات الاستراتيجية متاع تونس منذ الاستقلال، وكان من اسباب استقلالها زادة.. انا وزير في رئاسة الجمهورية مشيت بنفقتي الخاصة انا وشخص نحب نذكرو هو رجل الأعمال سي منذر بن عياد.. وقّعنا مذكرة تفاهم فيها التزام من الدولتين بحماية امنهما المشترك.. موش تونس باش تحمي امريكا لكن العكس..السؤال علاش الاتفاقية هذية ما وسعنهاش في إطار رؤية لمصالح تونس في المستقبل مع الصراعات الي حولنا..علاش ما قدرناش نحولوها الى مستوى عسكري وأمني ارقى من الوضعية الحالية..علاش ما استطعناش ندَخلوا تونس في الرؤية العامة للقوى هذية الموجود في المتوسط والي هي تعنينا مباشرة.. وقتيتها تنظمت الزيارة - واشنطن- بطرق فردية وشخصية، سافرنا على نفقتنا الخاصة واقمنا في فنادق على نفقتنا الخاصة.. تنقلت الى روسيا على نفقتي الخاصة...قضية القروي هي نوعا من التحايل على القانون وعلى الناخب وعلى عُرف العملية الانتخابية... النظام الرئاسي الديمقراطي هو أفضل نظام بالنسبة لتونس ..ثم ناس خايفين من النظام هذا على 20% متاعهم الي بيها ديما شادين البلاد من عنقها-النهضة وفق ميرم بلقاضي-".
*الأسئلة
1- لماذا غضبت الجزائر من محسن مرزوق ورفضت دخوله إلى أراضيها وتعاملت معه كخصم وابلغت تونس بمخططاته؟
2- ماذا كان يقصد محسن مرزوق بقوله" علاش الاتفاقية هذية ما وسعناهاش في اطار رؤية لمصالح تونس في المستقبل مع الصراعات الي حولنا..علاش ما قدرناش نحولوها الى مستوى عسكري وامني ارقى من الوضعية الحالية..علاش ما استطعناش ندخلوا تونس في الرؤية العامة للقوى هذية"؟ علل جوابك مع الاعتماد على الشواهد دون الاطناب.
3- لماذا يرغب محسن مرزوق في اعتماد النظام الرئاسي؟ يجب اعتماد الايجاز ودون الحاجة الى الاستغراق في مقاربات أخرى.
4- من هي الأطراف التي يخشاها محسن مرزوق على تونس ودفعته الى طلب الحماية من الولايات المتحدة الأمريكية. تقديم الاجابة، دون تكرار ما ورد في الأجوبة السابقة، مع وضع الاصبع على الجرح.
5- لخص الفكرة الأساسية التي بني عليها النص دون الاسهاب.
*الأجوبة
1- كان لابد للجزائر أن تغضب من مرزوق لأنه وضع دولة مجاورة ذات علاقات متميزة يتداخل نسيجها الاجتماعي مع عمقها الأمني مع عمقها الروحي، وضعها تحت ذمة امبراطورية غازية لتفعل بها ما تريد، ولا يمكن للجزائر ان تتلطف مع شخص وطّن الــ اف بي أي، السي أي أي، و بلاك ووتر، على بعد خطوات من سوق هراس!
2- من المسلمات ان السياسة الخارجية لتونس لا يتحكم فيها الجهناوي ولا غيره، وان الأمر يعود مباشرة الى رئيس الجمهورية، ومرزوق لا يرغب كما السبسي في ملاعبة الافاعي ولا يميل الى شعرة معاوية التي انتهجها الباجي، يرغب فقط في الالتحاق بركب الأفاعي والاستسلام لها، وتنفيذ أجندتها الخبيثة الاستئصالية مقابل "تفتوفة" من المال المنفط القذر، وهو إلى ذلك لا يعتمد الصلاة خلف علي والأكل على موائد معاوية كما الطبقات الطفيلية، وإنما يعتمد الأكل على موائد مسيلمة والصلاة خلف عبد الرحمان بن ملجم! اذًا يرغب مرزوق في سياسة خارجية تنحاز الى المحاور، وليس الذّ واشهى لمرزوق من محور ابو ظبي، لكن زعيم المشروع نسي او تناسى ان اموال محور الشر لا تثمر، فحين ضخوا المليارات في مصر انتشر الفقر، وضخوا المليارات في اليمن فانتشرت الكوليرا، والمليارات في طبرق، فانكسرت جيوش المرتزقة المدججة امام كتائب مصراته التي اعتمدت معدات الــ"كات كات باشي والشلايك والمكاحل".
3- سيتمكن النظام الذي يدعو إليه الوكيل"مرزوق" من تحقيق أهداف السيد "بن زايد" والذي يهدف الى إفراغ البرلمان من قدرة المقاومة والتصدي، و ابعاد النهضة عن مراكز القرار، اضافة الى ان وضع جميع الصلاحيات في يد رئيس الجمهورية، سيسهل على الغرفة الخبيثة التركيز حول شخصية واحد والتحشيد لها، كما سيحرر الشخصية التي ستختارها الثورة المضادة من ضغوط البرلمان وقواه الحية.
ثم ان الرئيس الذي سَتعمل الغرفة الخبيثة على نحته وتمليسه، لن يكون بوسعه التحجج بضرورة التوافق تحت ضغط ميزان القوى داخل البرلمان، كما فعل السبسي مع أبو ظبي، وقد عجزت الثورة المضادة في مركزها الإقليمي، على ترويض البرلمان التونسي، ودفعت الكثير وتعبت في ملاحقة نواب وكتل وأحزاب الميركاتوات، ومن ثم مراودة رجال الأعمال وشبكة الثورة المضادة في الداخل، تلك الشبكة المنهكة بفضل فطنة الشعب وبالصراعات البينية، كل هذا الصداع، وهذا المشهد المستعصي، سيختفي حال تمركز القرار في يد شخص واحد، حينها "ستطنش" الامارات جميع الأطراف، وستركز جهودها على مشروع الرئيس، ووفق العروض السابقة فإن أبو ظبي مستعدة لدفع 5 مليار دولار في صفقة شراء تونس، مع مرونة في السعر اذا توفرت عزيمة البيع، وتجنب "البياعة" أساليب الثعلب التونسي الماكر، الباجي قائد السبسي، الذي باع الهواء لأرباب الثورة المضادة.
4- لا أحد يشك في العلاقة المتينة التي تربط محسن مرزوق بخليفة حفتر، ولا احد ينكر ان الامارات ومباشرة اثر الاعلان عن حكومة التوافق المنبثقة عن نتائج تشريعيات"2014"، وضعت كل بيضها في سلة محسن مرزوق، قبل أن تكتشف ضعفه وتشرع في البحث عن بدائل اخرى دون إحداث القطيعة معه، والثابت أن مرزوق يملك علاقة متقدمة مع بعض صناع السياسة الخارجية في واشنطن، كما يركن الى تجربة السيسي الدموية..
إذا لم يبق من خصم لمرزوق غير ثورة سبعطاش ديسمبر و الجار الغربي، الذي سوف لن يقبل بحفترة ليبيا، كما لن يوافق على اقتراب مرتزقة محمد بن زايد من حدوده حد الملاصقة، ولن يقبل بجوار مستفز للمارينز والسي آي أي.. لذلك وببساطة يمكن التأكيد ان مرزوق يخشى من الجزائر وبشكل اقل من شرعية طرابلس، ذلك ما دفعه لطلب الحماية من واشنطن والاصرار عليها الى يوم الناس هذا.. وندري كلنا ان الحماية في ذاكرة تونس تساوي الاستعمار، ذلك الاستعمار المباشر والطويل والمهين والمذل.
5- رأس الأمر ومداره: يصر مرزوق على أن لا سياسة خارجية لتونس، وانما مقاربات هامشية، وهي الدولة التي لم تنخرها الحروب، ولا ارسلت جيشها كمرتزقة، ولا عملت وحداتها تحت امرة اطفال انابيب النفط لقتل أطفال اليمن، ولا هي مارست البغاء الحربي، ولا انخرطت قواتها المسلحة في لعبة الوسيط القواد للحروب القذرة، يدفع مرزوق إلى مرْكزة السلطات في يد واحدة، ويسعى الى سحب تلك اليد نحو سياسة خارجية تسترزق من الثورة المضادة وتخاتل الجيش النظيف على الانحراف تجاه لعبة المستنقعات الآسنة، لقد اعتمدنا نحن كتونس وكشعب تونس وثورة تونس على سياسة خارجية، خرجنا فيها من أنهر الدم العربي بلا قطرة دم.. ايها السياسي حليف الأنظمة الدموية، ايها السياسي الذي ما عنكدش دم..
لقد اعتمدنا سياسة خارجية في حجم عضلاتنا وأقل بكثير من ثورتنا، فلا نحن انتصرنا الى الحق الذي هو ضدك وضد معسكرات العار التي تسوق لها، ولا الباطل تمكن منا ومن ثورتنا.. نحن الآن نقف على الحياد، لقد اسسنا لثورة ستقوض عروش القهر، وها نحن نؤسس لنسخة جديدة من دول عدم الانحياز، لم نفر من ساحات المعارك، لقد أطلقنا عليهم سبعطاش ديسمبر تلاحقهم من محيطها الى خليجها، وتراجع الثوار الى الخلف لحماية دار الارقم بن ابي الارقم.