بالتأكيد مدار الخبر ليست الممثلة الاستعراضية أو المثيرة مرام بن عزيزة، وإنما عبارتها "شمايتية" التي ستشكل مدخلا لانطباعات يجب أن تصحح، فالأمر لا يخضع الى الشماتة بقدر خضوع إلى مبدأ ما زال يتأرجح ويراوح منذ الثورة، مبدأ المساواة بين جميع المواطنين أمام القانون،
ذلك المبدأ الذي يجب أن يسود ولا ينحرف بشكل مسقط حتى يتمكن من اخراج صاحب القناة وصاحب الجمعية وصاحب الحزب ، من سجنه عشية الانتخابات الرئاسية، رغم الملفات المكدسة لدى المحاكم المختصة والاخرى الغير مختصة، في المقابل يقبع هذا الشاب او ذاك في السجن لسنوات بتهمة اجتياز الحدود خلسة وبدون رخصة!
طبعا لا معنى لفرية الــ80% من التونسيين الذين قالت ممثلة الاثارة انهم مع الفهري، لكن ما تواتر على لسان بعض الفنانين والمحسوبين على القطاع الثقافي يدفع إلى إطلاق صيحة فزع، لأننا وبواسطة الاعلام وبعض المنابر الأخرى النافذة، قد نجد انفسنا امام مواطنين درجة ثانية، حال ولوجهم إلى مقرات الامن يتحولون الى جناة مجرمين ينبذهم المجتمع وتشنّع بهم الصحف وتفضحهم بالأحمر الفاقع على صفحات الحوادث،
ايضا سنجد أنفسنا أمام مواطنين درجة أولى، يتحولون حال إيقافهم وقبل ان تطأ أقدامهم أرض الزنزانة، إلى سجناء سياسيين! حتى إذا اشتد الضغط وخضعت مؤسسات الدولة الهشة، وخرج او خرجت من السجن، عومل كبطل وتعرض الى العدسات وتتابعت معه اللقاءات وربما حُمل على الأكتاف والتقطت له الصور التذكارية! لنتصور ان التهامي الصعلوك سرق كبش الفلاح الفقير عم الهادي، ثم حظي بوساطة، وحين خرج من السجن تم تكريمه في "الحومة"واحتفلوا ورقصوا والتقطوا معه الصور وتفاخر به أهل الحي وباقي العشيرة لأنه سرق الكبش!!! أليست فضيحة له ولحييه وعشيرته؟
ماذا إذًا عمن تلاحقه سلسلة من التهم المالية، رصيدها بالعملة الصعبة يكفي لشراء جميع اكباش مزرعة انا كريك، بل جميع اكباش مجموعة مزارع كيدمان الاسترالية الأكبر في العالم؟!ّ