لا أعتبر المجرمين التونسيين الداعمين للسيسي في كل مراحل جريمته الانقلابية من صنف البشر.. ولا شركاء ممكنين في وطن واحد.. أحتقرهم وأتفل في وجوههم.
في مصر.. حتى الذين خدعهم السفاح أول أيام انقلابه صاروا يدعون إلى لَأْم الجراح والمصالحة وإطلاق سجناء الرأي (حمدين صباحي مثالا).. لكن كثيرا ممن نعيش معهم يصرّون على التبشير بالنموذج السيسي القذر.. بكل الدم الذي يهرقه ويستبيحه والإجرام الذي يمارسه بفاشية تتحدّى كل القيم الإنسانية.
لا أتبنى أي فكرة من أفكار الإخوان.. ومع ذلك ليس لديّ ذرّة شكّ في أن المحاكمات التي يتعرضون لها في مصر صورية تماما.. جائرة ولاقانونية ولاوطنية.. دليلي على ذلك هنا في تونس.. هنا تبشر القاذورات الداعمة له بتصفية خصومهم لو تمكنوا من الحكم.. يعني سيعتبرون أي رأي مختلف عن قذارتهم إرهابا وسيعدمون صاحبه.. لن يجدوا حرجا في تلفيق السيناريووات الكاذبة لقتل مخالفيهم.. تماما كما يفعل المجرم هناك اليوم.
أنا جرّبت ذلك واقعيا.. بعد مجزرتي رابعة والنهضة أوت 2013.. التقيت صديقا يساريا قديما في مكتبة وسط المدينة.. كنا قريبين جدا ونتبادل الاحترام والاهتمام بالأدب ونتجنب الخوض في تفاصيل السياسة اليومية وهو يعلم موقعي السياسي آنذاك.. ذكرنا أحداث مصر عرضا في سياق دردشة ونحن نتصفح الجرائد. فانزلق لسانه وقال لي بالحرف الواحد:"حضروا أرواحكم هاهو صفيناكم في مصر وجايينكم لهنا" صدمت.. ظننته يمزح والله. أجبته وهل أنت سعيد بالقتل الجماعي هناك؟ أجابني بطريقة آلية باردة "فرحان أي.. وفرحان اللي الدور جاي عليكم"…
حينها تماسكت حتى لا أضربه لأنه أكبر مني سنا. وانهلت عليه سبا.. ولأول مرة في حياتي استعملت كلمة" ط ح ا ن".. قذفتها في وجهه مرات كثيرة وسط ذهول عاملي المكتبة الذين يعرفونني مهذبا.
رفع بي قضية وحوكمت ب 400د غرامة.
من لا يندد اليوم بمجزرة الإعدامات في مصر.. أقول له ما قلت لصديقي القديم... مع كلام كثير آخر سأستعمله لأول مرة أيضا.