لم أتهكم على ماهر مذيوب... ولن اتهكم عليه...فقد اعترف بأنه كان قوادا... هو منتوج الثقافة السياسية التي أرساها بن علي في نظام حكمه البوليسي...فالقوادة كانت من الشروط المهمة في التسلق الحزبي من القاعدة لما فوق...وكانت تعتبر خدمة وطنية... ودفاعا عن النظام ضد الذين "يعملوا في السياسة"... ومن لا يبلغ عنهم يكون قد قصر في الدفاع عنه... وربما يتهم بالتواطئ معهم…
ألم يكن حل البوليس السياسي من المطالب الرئيسية بعد الثورة؟ أم نسينا ذلك؟ وهل ان هناك بوليس سياسي يمكنه آداء مهامه بدون وشاة مزروعين او يزرعهم في مختلف القطاعات التي يستهدفها؟
بعد الثورة التحق ماهر مذيوب بالنهضة.... خدمة لنظام الحكم أيضا...وغيره كثير من التجمعيين القوادين... فحتى أمينهم العام الأخير الذي كان يتلقى الأستفيدات إلى جانب البوليس السياسي...يعمل اليوم عند رئيس النهضة كما كان يعمل عند بن علي...
ماهر مذيوب كان على الاقل صريحا ونطق بالحقيقة... حقيقته...ولذلك لم يستفزني شخصيا كلامه... وكدت ان اشكره من أجل ذلك... لولا اني اكره القوادة ولا اقدر على ذلك مبدئيا و أخلاقيا...خصوصا لما تسببت فيه القوادة من ضحايا…
ما استفزني كثيرا… كثيرا… هم هؤلاء القوادة… الذين يتهكمون اليوم عليه… وقد كانو يفعلون مثله لفائدة بوليس بن علي…وربما أكثر منه… لأنه اليوم موجود في النهضة وهم يساندون عبيريرة بن علي سليلة نفس المدرسة السياسية البوليسية القوادية… أو أولائك الذين تحولوا فجأة إلى ثوار يوم 15 جانفي 2011 ليغطو عن عوارتهم الأستفيدية…
هناك فرق بينهم… فهو قواد معترف… نطق بالصدق في خصوص الشكوك التي تحيط به.. وكشف عن نفسه بنفسه… أما هؤلاء… فإنهم قوادة كذابون… ولا زالوا يمارسون التقية ويتسترون عن أفعالهم الشنيعة… وعما تسببت فيه من مآس لغيرهم …
فاحذروهم…