سلامة الغويل وزير الدولة للشؤون الاقتصاديّة الليبي : أنّ الشركات التركيّة والمصريّة والإيطاليّة والألمانيّة والتونسيّة، ستكون هي الأكثر حظّا للمشاركة في مشاريع الإعمار في ليبيا، وقال أنّ بلاده تحتاج إلى إنفاق 135 مليار دولار على ملف إعادة الإعمار !
*رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليديّة سمير ماجول : بينما تستعد ليبيا حاليا لإعادة تعميرها، ندعوكم إلى شراكة منظّمة ومربحة للجانبين مع أصدقائنا الليبيين.
*رئيس الوزراء الفرنسي جون كاستاكس: فرنسا ستتفاعل بشكل إيجابي وسريع لإرساء هذه الشراكة التونسيّة الفرنسيّة مع ليبيا.
*رئيس وفد منظّمة الأعراف الفرنسي باتريك مارتان : هذه العلاقة الوثيقة بين تونس وليبيا تشكّل بوّابة للمؤسّسات الفرنسيّة.
دعا رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليديّة سمير ماجول إلى إقامة شراكة تونسيّة فرنسيّة مع ليبيا! يدرك السيّد ماجول أنّ العلاقة بين ليبيا وفرنسا تمرّ بأسوأ مراحلها، كما يدرك أنّ فرنسا خسرت رهانها على ميليشيا طبرق، وأنّ طرابلس تتفاعل معها تحت شعار "اتقِ شرّه" وأنّ المسؤولين الليبيين كانوا أشاروا أكثر من مرّة إلى تورّط فرنسا والإمارات في الهجوم على العاصمة طرابلس وفي تقويض السلام وخاصّة في تنصيب حفتر حاكما عسكريّا على ليبيا بقوّة السلاح الروسي والدعم الفرنسي والمال الإماراتي، وأنّ الجانب الليبي حين تحدّث عن الإعمار تجاهل روسيا الباطشة التي بإمكانها إفساد عمليّة السلام فما بالك بفرنسا المفلسة التي لم يعد لها من صيت غير تزعّم الحرب الثقافيّة ضدّ العالمين العربي والإسلامي بعد أن تعرّضت الفرانكفونيّة إلى اكتساح من الإنجلوفونيّة في الكثير من المعاقل التاريخيّة للفرنسيّين.
فلماذا يترك ماجول التنسيق والشراكة مع الجار الجزائري العربي المسلم أو مع تركيا المسلمة التي تملك علاقات متطوّرة جدّا مع طرابلس أو إيطاليا المستثمر الأوّل في ليبيا أو مع ألمانيا التي تحوز رضا الليبيّين ولدى برلين شراكة متقدّمة جدّا مع أنقرة في عمليّة الإعمار الجارية في ليبيا. لماذا يترك ماجول كلّ هؤلاء وينحاز إلى فرنسا التي فشلت في العودة من طبرق إلى طرابلس، بل قالت شخصيّات قيادة في العاصمة الليبيّة "أنّها تأسف لتناقض أقوال فرنسا مع أفعالها، كما تأسف لمواصلة باريس دعم حفتر الخارج على الإجماع الدولي" بمعنى ما زال ماكرون إلى اليوم يدعم حفتر ويخطّط معه للانقضاض، فقط هو يحاول الاستفادة من الكعك في انتظار الوليمة الأكبر التي لن تأتي لأنّ الشعب الليبي تفطّن إلى ثلاثي الإجرام.
ثمّ إنّ تصريح رئيس وفد منظّمة الأعراف الفرنسي باتريك مارتان يؤكّد فشل الشركات الفرنسيّة في الدخول إلى ليبيا عبر بوّابة طرابلس وتسعى إلى الدخول عبر بوّابة تونس، وأنّ تونس كادت تخسر كلّ حصصها مع الجار الشقيق وعادت من بعيد بفضل علاقة رئيس البرلمان ومرونة رئيس الحكومة، وفتحت طرابلس لشركاتها وبجّلتها تسعى اليوم إلى إشراك فرنسا في المساحة التي أتاحها الأشقاء لتونس.
لسنا ضدّ تبادل المصالح حتى مع الدولة الإبليس! لكن حين يسعى الجانب الليبي إلى تقزيم فرنسا ووضعها أمام جرائمها ومحاولة ردعها مستقبلا والتدليل لها بأنّ رهاناتها السابقة كانت خاطئة، بل كانت إجراميّة، ليس من اللياقة ولا من الحكمة أن يتدخّل الجانب التونسي لترقية دولة التآمر وأدخلها من النافذة بعد أن طردها أصحاب الدار من الباب.