في أشهر قليلة، أصبح معظم إنجاز قيس سعيد هو تتبع المدونين، أو من يتعرض إليه، أمام القضاء العادي، وخاصة العسكري.
يمكن تصير أحيانا تجاوزات في طريقة تعبير مدون هنا وهناك، لكن ما سيبقى هو أن رئيس الجمهورية، أو من يحيط به كالمعصم، واخذ الموضوع كأولوية. من غير ما نطولو في موضوع مدى إيمان قيس سعيد بحقوق الإنسان (ما لقيت في سلوكو حتى دليل على ذلك) خلي نتجرأ وننصحو بحاجة، وأستغفر الله مسبقا على الجرأة هذي: سيب عليك مالصنعة هذي.
مش تقديم الدعاوي ضد المدونين، وأحيانا ضد المساكين (نتذكر هاك السيد متاع راس جدير إلي شكى بيه ودخلو الحبس زادة) هو إلي باش يخلي الناس تهابك. هذي تخلي الناس يكرهوك، وما تصنعلك حتى قيمة ولا قدر.
نكمل في النصيحة: أنت أمامك زوز حالات اليوم: إما أن الناس تتذكرك بعد سنوات وتتحسر عالوقت إلي ضاع عالبلاد وعلى خيانة انتظاراتها. وإما أنها تتذكرك، وتتحسر عالوقت إلي ضاع عالبلاد وعلى خيانة انتظاراتها، وتلعنك.
أمنيات صغيرة من كارثة كبيرة
تعرفو شنية أكبر جريمة عملتها الحكومة، ومعاهم الأحزاب إلي داعمتها، والبرلمان، وقيس سعيد؟؟ أنهم قتلوا الأمل في الناس. تجي باش تكتب حاجة تحاول ترمم بيها شوية معنويات، الكلام ما يخرجش، وتلقى روحك تغالط في نفسك وفي الناس. قتل الأمل باللامسؤولية، بخيانة الأمانة، بالإستهزاء بآلام الناس، بالسخرية من مخاوفهم، بالتنكر لأبسط حقوقهم، حقهم في الهواء والدواء، هذي أكبر جريمة، لأنها قتل لمنبع كل شيء، بما فيه الحياة. نهار إلي باش ينفجر اليأس هذا ماعادش بعيد برشة. نتمنى ما ينجو من الإنفجار هذا حتى واحد من المسؤولين عليه. نتمنى الناس ما تغلطش في تحميل المسؤوليات في المجزرة المعنوية والنفسية الرهيبة إلي قاعدة تحصل.
وقت يتعلق الأمر بالحياة في صيغتها الدنيا، يعني متاع شوية هواء وشوية دواء، شفتوا قداش القضايا الأخرى تصبح تافهة؟ مازالت فيهم الرقعة باش يحكيو على دستور، وعلى برلمان، وعلى قانون، وعلى محكمة دستورية. مازالت فيهم الرقعة نعم...مازالت للأسف !
التوانسة يتعرضوا حاليا لإبادة، نتمنى أنهم يستخلصوا منها الدروس الملائمة. بالنسبة للي يفترض أنهم يسيروا في البلاد، انتوما مجرمين حقيقيين. مجرمين بالإهمال، بالتهاون، بانعدام المسؤولية، وبالتعمية على القضايا الرئيسية والحياتية، بقضايا تافهم ما تهمكم كان انتوما واتفاقاتكم على توزيع الصلاحيات والنفوذ. نتمنى أن المحنة هذي تتعدى بأقل أضرار ممكنة على الناس، على العائلات، على نفسيات أطفالنا وشبابنا، لكن نتمنى فعلا أن الدروس المستخلصة تكون قوية، فعالة، وقادرة على تغيير المستقبل. وأول الدروس هذي أنهم ،على الأقل، ماعادش ينتخبوا ناس كذابين !!