أستاذ جامعي ومؤرخ وناشط سياسي وحقوقي
لماذا يصر قيس سعيد منذ أن استلم صلاحيات إمبراطور على إلصاق تهم الخيانة والتآمر مع الخارج بكل معارضيه، بل حتى بمنتقديه؟
لكن معارضيه يتوسعون في أوساط النخب، بسبب الأخطاء القاتلة التي يتورط ويتوسع فيها ضد هذه النخب يوما بعد يوم. يقود قيس سعيد منذ البداية هذه الحرب، حيث كان استهداف النخب العمود الفقري لبرنامجه السياسي. أصلا لا يمكن لبرنامجه أن "ينجح" دون إقصاء النخب.
هناك ورطة ما. ورطة لا تقول إسمها وتختفي دائما وراء الشعارات الكبرى. وكلما كبرت تلك الشعارات، كان ذلك دليلا على مسعى لتجميع الناس حول ما لا خلاف مبدئيا حوله، وابتزازهم بشعورهم.
بالرغم من أن أزمة المهاجرين غير النظاميين من دول جنوب الصحراء خفتت في الأشهر القليلة الماضية، فإنها عادت مجددا لتصدر مخاوف التونسيين في الأيام الأخيرة. ولا يعود خفوت الأزمة في الأشهر الماضية لحلول ما وجدتها السلطة وواجهت بها الأزمة…
لقد رضيت السلطة بتحويل البلاد إلى محتشد لهؤلاء المساكين في مقابل بقشيش إيطالي بخس. تونس أكدت للأوروبيين أنها يمكن أن تقوم بما يريدونه بأثمان منخفضة جدا، وأوصلت البلاد لنقطة جعلتها الحلقة الأضعف في المنطقة.
في ذكرى الاستقلال التونسي عن الاستعمار الفرنسي، لا معنى لشيء طالما لم ننظر إليه بعيون السابع من أكتوبر.
دخول سلطة عباس للميدان عبر مهاجمة المقاومة وتحميلها وزر الخسائر مع صمت مطبق على جرائم إسرائيل يؤكد شيئا واحدا، وهو أن حرب الكيان على غزة وصلت منتهاها دون تحقيق أي من أهدافها السياسية.
Les Semeurs.tn الزُّرّاع