حركة الشعب عُرفت بعد الثورة بسالم لبيض أساسا والمغزاوي وخالد الكريشي بدرجة ثانية. بعد الانقلاب صارت حركة الشعب تساوي هيكل المكي..وفقط (ليلى حداد بصراحة لا أصنفها في السياسة).
أصبح هو المنظّر والناطق الرسمي والمؤسس الجديد لها ومفوّض قيس سعيد فيها وعليها. صمت سالم لبيض وخالد الكريشي (وفتحي بلحاج أيضا).. وتراجعهم لصالح شخص ضحل وضعيف وبذيء مثل هيكل المكي.. أمر مثير للتساؤل. (المغزاوي ديكور تنظيمي لا أكثر).
التفسير : حركة الشعب منقسمة عموديا.. لبيض والكريشي عبّرا بوضوح شبه مهموس عن ضرورة العودة إلى الديمقراطية الحزبية البرلمانية.. ولكنهما لا يقفان ضد خطة الشق المقابل الذي يقوده هيكل (بدعم من لسعد اليعقوبي ممثل الحركة والمهيمن على قطاع التعليم الثانوي) والذي يقول بضرورة استعمال سعيد للقضاء على النهضة أولا ولو كان ذاك تحت شعار إلغاء كل الأحزاب والديمقراطية.
وتقولولي فمة سياسة في تونس... فمة الشبّ حاشاكم.
الطريقة النوفمبرية
تحرّر الشارع.. وانفتاحه أمام التعبير عن المواقف السياسية المتباينة.. خصوصا زمن التحولات العميقة.. أمر إيجابي وعلامة حياة.
ولكن المظاهرة المنتظمة الآن في الشارع الرئيسي للعاصمة لا يمكن لأي مراقب محايد أن لا ينتبه إلى أنها حدث مصنّع. المظاهرة منظمة بدقة على الطريقة النوفمبرية الراسخة في أذهان التونسيين.. تجهيزات صوتية وغناء صاخب وأعلام كثيرة وضخمة جدا تؤكد أن قرار التظاهر يقف خلفه "تجمّع" ما.
المتظاهرون في حالة احتفالية راقصة واسترخاء مطمئن تماما إلى "دعم رسمي" تضفي على وجوههم سحنة "تجمّعية" مسجّلة. الانطباع الأول لمن يمر من هناك أنه أمام حفل زواج كبير لا مظاهرة سياسية.
من الأكيد أن كثيرا من المتظاهرين اليوم خرجوا ليعبروا عن قناعات سياسية تدور حول رغبة حقيقية في القطع مع الدولة العاجزة.. والأكيد أيضا أن هؤلاء ليسوا اليوم أكثر من رصيد سياسي سيصبّ في حسابات غيرهم.