اتّحاد الشغل كان هو الحاكم بأمره في العشرية الماضية وهو المسؤول عن جميع أمراضها.. كان يحكم أكثر من جميع الحكومات.. وقد اختارت قياداته المجرمة أن تلعب دور قاطع الطريق دائما..
وكلّما سار المشهد السياسي في غير صالح الأحزاب التي ينتسبون إليها ضاعفوا من إجرامهم لإفشال المسار.. وتكفي عودة إلى تصريحات قياداته الناطقة لمعرفة حجم الإجرام.. عودوا إلى خطاب الماكينة الشهير حين تحدّث عبيد البريكي.. لقد كانت مقدّمة لكلّ "البلطجة"…
استنزفوا الدولة.. ونجحوا في مضاعفة الأجور لا دفاعا عن العاملين، بل لنزف الدولة حتّى قتلها.. عطّلوا الإنتاج وقصّة الفسفاط معروفة للكافّة. رذّلوا قيمة العمل حتّى صار النقابيون " باندية لا يخدمو لا يخلّو شكون يخدم"..
قالوا نحن أكبر قوّة في البلاد ولم يروا في القوّة غير الإفساد وقطع الطريق. لا أحد يعرف عن أموالهم شيئا. لا أحد يراقب مواردهم ولا كيفيّة صرفها. اليوم غيّرت العصابة جلدها وركبت ظهر الانقلاب لتنجوَ بجرائمها التي فتكت بالبلاد وتركتها نهبا للإفلاس.
لن يبادر الانقلاب الذي يتبجّح بمحاربة الفساد إلى محاسبة الاتحاد وتعرية فضائحه لأنّهما، ببساطة، شريكان في ما نحن فيه من مأزق لا أفق للخروج منه.
لمصلحة من يعمل هؤلاء؟