تتمّ عسكرة مدينة عڤارب اليوم.. ويتمّ قمع أهلها منذ ليلة أمس من طرف قوات الأمن.. وخنقهم بقنابل الغاز.. مما تسبب في قتل المواطن عبد الرزاق لشهب بإصابة مباشرة بقنبلة غاز كما جاء في بيان اتحاد الشغل ( في نهاية التدوينة).. بيان كذّب بوضوح بيان الداخلية والتقرير الأولي للطب الشرعي.
كلّ هذا بهدف إرغام أهالي عڤارب على تحويل مدينتهم إلى مصبّ زبلة رغم صدور حكم قضائي نهائي بغلق المصب القاتل (ولا معنى للقول بأنه مراقب لأن كل من يعرف المصبات المسمّاة مراقبة يدرك زيف هذه العبارة).
العنف البوليسي المنفلت في نظري ليس دليلا على أن منظومة بن علي هي التي ما زالت تحكم حتى الآن كما يتداول البعض.. بل هي دليل على اللاكفاءة والرعوانية والتهوّر والاستهتار في صفوف من أمسك بالأجهزة بقوة الانقلاب الأخير.
حملة الإقالات والتعيينات المتعاقبة في الأجهزة الأمنية والإدارة منذ الانقلاب تقف خلفها غرفة سياسية أكيد.. وسعيّد في نظري مجرد "واقٍ من الصدمات" سخّرته صدفة ما لهذه الغرفة.. وهي الآن تستخدمه للتهويش وتشويش الرؤية وشغل الرأي العام الداخلي والخارجي ب"مسرحة" كوميدية.. لربح الوقت.
وما سلسلة طلعات الرئيس المضحكة.. وآخرها مسخرة معاينة النفق الذي كان ينوي الوصول إلى إقامة سفير فرنسا.. ثم مسخرة الزيارة الرئاسية الرسمية التاريخية لشرب قهوة في شارع بورقيبة.. إلا دليل على أن هذه الغرفة تتعمد صناعة هذه التراجيكوميديا التونسية المؤذية للذوق والعقل.. والتي تجعل منا فضيحة أمام العالم.
كل المساندة لمواطني عڤارب… وكل العزاء لمواطني البلاد التونسية.