براقش الصحفية، تقعد، تقعد يا نور الدين يا صاحبي وتجني على نفسها وتبدأ تبربش: المظاهرة وقعت يوم أمس الأحد وكان ثمة منذ السبت نوع من mot d’ordre professionnel هبط على الصحافة التونسية لاعتبار المظاهرة لا شيء أو شيئا خسائريا جانبيا لا بد منه Collateral damage لمخلفات الحرب مع النهضة التي هي يجب أن تكون تابعة التنظيم العالمي السري Octopus007-1983 للإخوان المسلمين في اتفاق مع الصهاينة الذين يحكمون أمريكا والعالم على تخريب مشاريع الحداثة العربية والحكم الرشيد والسلام منذ رحيل الاستعمار وبداية حكم الجنرالات العرب الوطنيين والرؤساء الأزليين الذين يحكمون تونس من دمشق وبغداد والقاهرة، ثم التي هي تابعة لإيران والإرهاب العالمي والقاعدة وداعش وجهاد النكاح وللأتراك والقطريين لغزو تونس وتخريب كل أفكار الاقتصاد الوطني وخصوصا "القلوب التركية" التي هي في الواقع من بلغاريا،
أما تركية بضرورة خطاب المعركة، وديما زيد لها جهاد النكاح الذي هو فتوى شيعية لكن من الضروري إلصاقها بالتونسيين بشكل خاص، عقابا لهم على هز عروش الحكم العربي وحكاية التدوال على السلطة وانتخابات ومجلس تشريعي أقوى من الرئيس؟ يا للفجور، أيا كانت شرعية الشعب (الحقير) فمن هو تجاه الرئيس العارف بعلوم الله الذي اطلع على غيبه، الفاروق بين الصالحين والفاسدين؟
الخلاصة الأولى: حرمان من خرج يوم أمس من صفة مواطن وشعب وفكرة واختلاف، أساسا لأن من يعارض ليس مواطنا بل هو إخوانجي إرهابي غير حداثي داعش وجهاد نكاح وجوهر بن مبارك يساري خائن، الحبيب بوعجيلة انتهازي يبحث عن وزارة منذ عشرين عاما، الأمين بوعزيزي رجل نحيف يزن أقل من كيلو ولا يمكن الاطمئنان له لأنه يمكن أن يتحول من قومي عصمتي إلى إخوانجي، أما السيد بالطبيب الذي كان مستشار الرئيس المقرب، فلا يمكن أبد سؤاله عن أسباب خلافه مع السيد الرئيس، هذا الرجل بالذات لا يجب أن يتحدث إلى الإعلام، بل يجب فقط استغلال صورته للإشارة إلى أنه خان الرئيس، ،
ثم، من ناحية عملية، فإن "لشعب يريد" احتكار شعاري بيد السيد الرئيس من خلال ما يكتبه الشباب على الجدران بعد تبول السكارى عليه، ولا يمكن لأحد أن يريد في هذا الوطن دون إرادة السيد الرئيس الذي يعرف وحده ماذا يريد الشعب ولا يحتاج إلى أية وسيلة ليعرف ما يريد الشعب، كل الشعب وعليه، فمن خرج يوم الأحد، ليس شعبا، أصلا من حيث المبدأ، والحل إلحاقه بالنهضة والإخوان وإسرائيل والبقية في انتظار أن يجد الإعلام صيغة للربط بين الأعجاز الخاوية والرياح التي ستأخذها، والمخمورين والشيء والكذا،
الخلاصة الثانية: هذه الشعوب العربية لا تستحق الحرية ولا التظاهر ولا الانتقال السلمي للسلطة كل خمس سنوات، بل طاغية أزليا معبودا وجيوشا من كهنة معبد آمون في الصحافة والمنظمات الوطنية، قديما في الريف كنا نقول: "النار ولا عمار وعمار ولا وليداته"، اليوم نقول: "القمع ولا النهضة، والتطبيع ولا الإخوان"، المهم أن يبقى الحاكم العربي في مكانه، الجوقة تأتي بطبعها لما فيها من جاهزية لشتم أعداء سيدي الرئيس مجانا ومدحه بمقابل السخرية ممن يخرجون للتظاهر ضده وشيطنتهم،
المهم: عدد ممثلي وكالات الأنباء الأجنبية المشغولة بطرح أسئلة حقيقية حول تطورات المجتمعات العربية وتأثيرها على ما حولها كان أكثر بكثير من اهتمام مؤسسات الإعلام العمومي والوطني، نوعا وكما، خط التحرير الصحفي: لا تصريحات لقادة التحرك ولا لمبرراته ولا تركيز على الشعارات، مجرد وصف، بحث عن العلاقة التعاقدية بين شكوتوم أو فلوس، استئجار حافلات، سلوك همجي، النتيجة: "متظاهرون" مجهولون مع التركيز على "عبارات معلبة" مصبرات "النهضة، الإخوان، البرلمان الفاسد" لتوصيف الوضع، الداخلية قالت ألف ثم عدلت قالت ثلاثة ألاف، أنا أقول بالحد الأدنى لـ 33 عاما من تجربة الصحافة الميدانية 10 آلاف باعتبار الشوارع الجانبية، دون اعتبار من تم منعهم الوصول، ومنهم أنا، ليس عددا كبيرا باعتبار الموضوع ولا أهمية ورمزية المكان، نعود إلى الزملاء المجندين في المكان والمرمات حوله، بعضهم، عوض البحث عن إعطاء معنى لما يحدث، لم يجد شيئا يضعه تحت ضرسه à mettre sous la dent غير: من دفع ثمن اللافتات البسيطة التي تم رفعها، لذلك استنجد شخص سخيف بآخر الخدع الامنية: لنتحدث عن العنف والفلوس لشراء الذمم، لقد حجزت الشرطة سكاكين ومخدرات وفلوس،
عمي الراجل، لما تنشر على صفحة وزارة الداخلية صور مثل تلك المحجوزات، ألا تخشى من سخرية العالم منك؟ عمي الراجل، حين تغلق ثلاثة أرباع الطرقات المؤدية إلى مكان التظاهر بأساليب غير قانونية وحين تطلق أعوان التنفيذ لانتهاك الحقوق الدنيا للناس بما فيهم المسافرون إلى معرض الكتاب، ألا ترى أنك تلحق ضررا غير قابل للإصلاح بالوطن عند "أمك الصنافة" والدول الصديقة والشقيقة؟
ألا تقرأ ما انتهى إليه زمن بن علي وأزمنة أمثاله من الطغاة وتقرر من باب التوقي استعمال طرق أكثر ذكاء؟ المواطن عنده جرح لا يندمل في الروح عندما يضيق عليه عون أمن حياته: "وين ماشي، وين كنت، خرج كل شيء في جيبك، منين جبت العشرين دينار؟" قال له: باش نصب بيها أيسونس للكرهبة، قال: "تكذب، عطوها لك في الطريق باش تضربنا"، الألم في الروح الوطنية هو ذلك الشرخ الذي يتسع كل يوم حتى يصبح عداوة،
حين يفقد الوطن معناه الأصلي ليصبح أعوان الدولة بصلفهم وتعسفهم غير القابل للقانون، بوسائل الشعب الذي يقاتل لكي يبقى حيا، هذا الشعب الذي يعذبه الاتهام والتقسيم السياسي والإعلام الذي يخونه في الأوقات الشاقة، سوف يهيج يوما، وعندنا دروس قديمة لا نريد قراءتها،