شوف يا "كانيش"…

-أن تتهجم على حملة "مواطنون ضد الانقلاب" لإرضاء حاكم بأمره ومغازلة جمهوره الذي لا يرحّب بك ولا يعتبرك موجودا من أصله أن ترتضي لنفسك "سقاطة" الصبايحي: نذل رذيل في عين شعبه وفي عين الحاكم معا…

- أن تصف حملة "مواطنون ضد الانقلاب" بكونها "باراشوك النهضة" فتلك حجة عليك: سياسيا لأن الحملة تدافع عن التمسك بالديمقراطية والحرية والدستور باعتباره سقفا يمكن كل الفرقاء في الوطن من التعبير عن أنفسهم أولا ومن خدمة الناس ثانيا... وأخلاقيا لأنك "باراشوك" لحاكم منفرد لا يعترف بأبسط مبادئ الديمقراطية من خلال ترذيل معارضته وتشويهها ولا حتى بمناشديه الذين يعاملهم معاملة "الطحانة"…

شوف يا كبدي:

أن تعتبر كل جهد مناهض للانقلاب هو "خدمة سياسية للنهضة" فذلك دليل على أن انخراطك في انقلاب 25 جويلية لم يكن سوى سلوك بافلوفي محكوم بإيديولوجيا استئصالية..

أن تنخرط في تشويه المعارضة دون أن تحصل على "مقابل" من الحاكم بأمره فأنت مجرّد "ذيل" يمارس "حالة استمناء" و"نشوة مؤقتة"..

بالمختصر المفيد: أنت انتقلت من باراشوك لمنظومة الفساد والاستبداد إلى باراشوك لعبير ثم باراشوك لسعيد والآن باراشوك لأجندة فرنساوية مفضوحة.. ولأنك ارتضيت لنفسك هذه المهمة دائما، ترى كل البقية في هذا الدور الذي لا يجيده أفضل منك..

أما عن "مواطنون ضد الانقلاب" فهي استمرار طبيعي لمواقف معلنة وواضحة منذ أكثر من عقد دونتها المجموعة قولا وفعلا ونصوصا.. لذلك فنحن فخورون فعلا بأننا نجحنا في تجنيد فئات واسعة من شعبنا حرّاسا للديمقراطية بقطع النظر عن انتماءاتهم..

وأفضل ما نتندّر به بيننا هو أننا نجحنا في فضح كل "التياسة" دون أن نبذل أي مجهود في ذلك الاتجاه.. لأن المعركة مع "العروفات" وليست مع "بعابص الكبار"..

هناك من يواجهون الانقلاب الشعبوي في سقف "الأمر 117"

هناك من يواجهون الانقلاب الشعبوي في سقف "الأمر 117" أي أنهم في النهاية وجه آخر ل 25 جويلية وهم ثلاث كتل كبرى: كتلة من محيط الرئيس تدفعه للتصعيد وتستعمله ككاسحة ألغام لفتح الطريق أمامها وكتلة "الحزام الناسف للحياة السياسية والبرلمانية" في البرلمان التي ترمي حبلا لسعيد ليقاسمها الخراج أما الكتلة الثالثة فهي الفاشية التي تزعم احتكارها لباتيندة تهرءة البرلمان وترذيل المشهد السياسي… مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل هي في النهاية "أرضية التقاء للمستفيدين من 25 جولية"…

هناك من يزعمون أنهم يواجهون الانقلاب لكن في أوقات الفراغ فقط وفي الغالب من وراء لوحات المفاتيح لذلك من اليسير لديهم رفع السقف فوق الجميع إلى درجة ترذيل كل محاولات فضح سردية الانقلاب وكشف ألاعيبه الشعبوية.. بعض هؤلاء صادقون فعلا وتلك إمكانيات وحدود فهمهم/مشاركتهم أما البعض الآخر فهم مجرد "صناع محتوى" للمزايدة على غيرهم دون أدنى جهد يذكر في اتجاه استجماع مقومات القوة لتحقيق الهدف المشترك الذي يزعمون أنهم يسيرون نحوه…

هناك من يواجهون الانقلاب بإعادة إنتاج أسباب الوصول إلى لحظة 25 جويلية البائسة متمسكين بعدم الوقوف على أعطاب التجربة..

هناك فئة رابعة تواجه الانقلاب باعتباره فشلا جماعيا في التأسيس لمعالم ديمقراطية حقيقية بمضامين تنموية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية.. لم تسقط في فخاخ سردية الانقلاب منذ اللحظة الأولى .

في هذا المشهد يتضح التالي:

- مشهد معارضة سعيد يتوسع بقطع النظر عن اختلاف/تناقض الأهداف… لكن الأجندة الانقلابية باقية

- مشهد مناشدة/تأييد سعيد يتراجع… لأنه لم يحتكر السلطة فحسب بل ويسعى لاحتكار الأجندة الانقلابية أيضا.

- الانقلاب لا يختزل في شعبوية سعيد واحتكاره للسلطة وتحريك ملفات "تحت الطلب" ضد خصومه بل هو أجندة تتقاسمها مع سعيد أطراف أخرى… لذلك فإن مواجهة الانقلاب تستوجب مواجهة كل من يتقاسمون الأجندة أيا كان موقعهم الآن في صف سعيد أو ضده…

- الانقلاب الشعبوي أتعس من الانقلابات العسكرية/الأمنية المعروفة ومواجهته لو تعلمون أصعب بكثير… لكنها تستحق الجهد .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات