من فاجأته الثورة فركب أوّل مطيّة ايديولوجية: إلتحى أو شدّ شعره أو استعربَ ، لن يفهمنا.. من عاش "يدبّر في راسه" بلا سيرة إلاّ أن يلتصق كعَلقة بالحاكم.. لن يفهمنا.. من وجد النّاس يتصايحون فصاح صيحاتهم و اندسّ بينهم حتى لا تلتقطه كاميرا الاستعلامات الوطنية.. لن يفهمنا..
من كان لا يعنيه إلاّ خبزه، وخبز عياله وثمن قهوته وسجائره.. لن يفهمنا.. من تلوّث بالمذهب والنّحلة زمن مراهقته ولم يفهم منها إلاّ أنّه يحمل الحقيقة بين جوانحه وأنّ غيره عدوّه الألدّ.. لن يفهمنا... من اعتقد جازمًا أنّه "ما فمّاش قطّوس يصطاد لربّي" وأنّ العيشَ سعيٌ لمنصب أو وجاهة تدرّ منفعة.. لن يفهمنا.. من كان جبانًا هِدانا لن يفهمنا.
في ظلّ تزييف معارك كثيرة، لن يفهم هؤلاء المعركة الحقيقية والفاعلين فيها.. لن يرتقيَ وعيه إلى أنّ هناك فئةً مستعدّة لملاعبة الموت من أجل الحرية للجميع ولا ترى طريقا أقوم من جمع الناس حول مشترك وطني.
وأنّها لا تدين بالولاء لأحد مهما كان. و أنّ هذه الجماعة قد بلغت من النضج السياسي والمعرفي درجة جعلتها تتجاوز التحزّب وتترك الأحقاد التاريخية والشخصية وتصرف نظرًا عن اشتراطات الموتورين و الزعامات الزائفة.
لهذا لن يفهمونا يا عمّ عزالدين الحزڨي!