فهي التي على أساسها تنظم المجتمعات المتحضرة... بين المواطنين... وبين المواطنين وفعاليات المجتمع المدني... وبين المواطنين والفرقاء السياسيين...وبين فعاليات المجتمع المدني والفرقاء والسلطة... وبين الفرقاء السياسيين في السلطة ومن هم في المعارضة.. وبين الفرقاء السياسيين أنفسهم..
وذلك على أسس ديمقراطية...وفي إطار دولة قانون ومؤسسات..و انتخابات دورية.. و الخلافات السياسية... والتموقعات السياسية... والتحاذبات السياسية... مهما احتدت... فهي تبقي ثانوية أمامها... في مجتمع متحضر..
وعندما تهدد قيم المواطنة وقيم الجمهورية في كينونتها.. من طرف مستبد.. مهما كان المستبد...فهي تسمو في تلك اللحظة التاريخية على تلك الخلافات... وهي التي على أساسها تتخذ المواقف في تلك اللحظات التاريخية ... ومن أجلها ..
وهذا طبعا لا يعني وجوب قيام تحالفات بين الأطراف السياسية ... فهذا تحدده تلك الأطراف وهي حرة فيه حسب قناعاتها... وإنما هو يعني انها تصبح بالضرورة أولوية في أجندات الأطراف التي تؤمن بها فعلا... و إلا فإن الحديث عنها من طرفها يكون من باب الدمغجة والخزعبلات..
و بدون وضع تللك القيم... واستحقاقاتها السياسية.. في الدرجة العليا التي تفرضها الضرورة في مجتمع متحضر ... فهي الحرب الأهلية لما يكون أفراد المجتمع حاملين للسلاح…
أو الحرب الأهلية الكلامية في الخطابات .. والعنيفة في الشوارع والساحات...والإعتداء على الحقوق والحريات... من طرف الحاكم صاحب القوة المادية وأزلامه وفاريناته.. ضد المحكومين العزل …
ويشرع فيها الحاكم المستبد، غداة انقلابه على الوضع الدستوري القائم....فيحشر البلاد في العنف الكلامي والمادي حتى ينجح في تركيز نظامه الشمولي ...و يواصل بنفس الأسلوب بعد ذلك لديمومة حكمه... وهذا ما يفعله المنقلب الشمولي اليوم عندنا بمساعدة فاريناته…
أو تكون تلك الحرب أيضا.. بين المحكومين أنفسهم ...لغياب اقتناعهم بقيم المواطنة وقيم الجمهورية.. ونزوعهم نحو فض خلافتهم بالعنف... عوضا عن الإحتكام للشعب الذي يدعون تمثيله والدفاع عن حقوقه... وهو َمن ذلك العنف بينهم براء.
وبالطبع...فلا أفشي سرا لما أقول أنه لنا في تونس من بكري .. برشة تبهبير مع برشة سجاعة... يعني بالفلاقي... بهبارة وخوافة من الحاكم . هاذم ما يؤمنوش بقيم المواطنة وقيم الجهورية.. ويتصرفوا مع خصوهم كلاميا وكأنهم في حرب أهلية معاهم... وطبعا وقت تكون ثمة حرية لكن وقت يستبد الإستبداد..
إما يعملولو الفارينة للمستبد ... وعادة بدون مقابل.. ويواصلو الحرب الأهلية الكلامية ضد خصومو... ويشرعولو قمعهم. .. وكأنو حاسبهم موجودين... وهاذم هوما ڨعر الدبوزة متاع السياسة. او انهم يلبدو وماعادش يعملو السياسة.
أو انهم ما يدافعوش على قيم المواطنة والجمهورية... إلي يندعيو انهم يؤمنو بيها.. خايفين من المستبد لا يتحطو ويحطهم... في نفس الشكارة مع خصومهم السياسيين.. خايفين وش يقولو عليهم.
أو انهم كان لازم عليهم بش يقولو كليمة ضد فضاعات الإستبداد... يبداوها بسبان خصومهم السياسيين المقموعين كيفهم... قبل الدفاع عن قيم المواطنة وقيم الجمهورية .. وكأنها ثانوية…
آما ثمة شكون يضحكني برشة... يقلك ما ناخذش موقف....خاطر ما يلزمش خصومه ينتفعو بموقفو المدافع على تلك القيم.. وكانو هو إلي يحكم... وهو إلى يفرق فيها المنافع... يعني برشة تواضع.