ثمة ناس تعلمو بالقوالب الجاهزة..و القوالب انواع كيف قوالب الغريّبة… حتى في مفهوم الديمقراطية. إلي هذا في بالو الديمقراطية قالب جامد كيما هو يتصورو… ومدينة فاضلة… وإذا كان ما تحققتش مدينتو كيف ما يحلم بيها… هي ديمقراطية ليبرالية.. او صورية… او مغشوشة… أو فاسدة.. الخ… من الترهات….
وهذا جهل بما صاير في العالم اليوم… في ممارسة الشعوب… وهي خرطات ثقفوتية تنظيراوية. وعاد يعطيوك تصور عام وشعاراتي…من غير ما يوضحولك الأساس.. يعني بديلهم… يعني كيفاش تتنظم وشنية الآليات باش تكون ثمة ديمقراطية في المدينة الفاضلة…وموش استبداد … وما يقلكش هل فيها حق الإختلاف للآخر … وحتى الحق في الإختلاف معاه في مفهوم الديمقراطية.. وهل فيها حرية سياسية للخصوم السياسيين على قدم المساواة مع الجميع… الخ…
الحكايات العملية هاذي لكلها… إلي هي الساس…مطفيين عليها الضوء رغم كثرة الشعارات والتحبير. ساعات شخصيا نتساءل بيتي وبين روحي… زعمة خايفين لا يفرشو كوارتهم… ويقع تشبيههم بانظمة غير ديمقراطية توجدت؟ هاو ما قلتش استبدادية او شمولية.
خاطر في كل مجتمع… مهما كان المجتمع… ثمة قوى اجتماعية متناقضة المصالح… وعندها تعبيراتها السياسبة.. والديمقراطية وحدها الي تنظم آليات الخلاف بياناتها… ميكانش يولي استبداد… وحتى حروب أهلية…
وهذا راهو بازيك…. لكن كل التيارات السياسية التونسية التي تشكلت بعد الإستقلال وقبل الثورة… وبدون استثناء من يمينها إلي يسارها … تشكلت على أساس دعاية أنظمة غير ديمقراطية عربية او أجنبية… او تنظيمات عالمية مثل تنظيم الإخوان… أو خرجت من رحم حزب الدستور الاستبدادي… وروجت دعايتها غير الديمقراطية لدى الشباب… و التناقضات والعداوات التاريخية بين تلك الأطراف.. هي الي تحدد اليوم في الصراعات السياسية التونسية..
ومنها طبعا إلي فاقت بالديمقراطية قبل غيرها…وهي اليوم تدافع على الدستور والديمقراطية… ومنها لي قاعدة تفيق وعدلت برشة حوايج في أطروحاتها حول الديمقراطية والحريات السياسة …وواجهت الإنقلاب كيف ما واجهت الإستبداد من قبل.. ولكنها لا تدافع عن دستور الثورة الديمقراطي بصفة واضحة …رغم أنها صوتت عليه… ثمة رواسب ما زالت عالقة في الأذهان.
ومنها الي كيف الدواعش مازالت عايشة على الماضي الاستبدادي او الشمولي او الفاشي…وهاذم ما كانوش يناضلو بوجه عاري كاطراف سياسية ضد استبداد بن علي… بل كانو متأقلمين معاه ويدبرو في ريوسهم في المجتمع المدني والنقابات بسياسة الموقع قبل الموقف..
وشفناهم لكل كيف عملو فريش بموقفهم غير الديمقراطي من انقلاب 25 ضد الدستور والإنتقال الديمقراطي… وكيفاش كان مساند…وهنا راهو بيت القصيد… وموش في أسباب الإنقلاب إلي هي إلي عطلت مسار الانتقال الديمقراطي وهي جوهرية… ولوكان ما كانتش موجودة راهو ما صارش انقلاب…
لكنها تبقي تبريرات خاطر الجماعة هاذونا ما يؤمنوش بالديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات وقيم المواطنة وقيم الجمهورية العصرية…ميكانش راهم ما ساندوش الإنقلاب…
عاد يا أكارم… في عصرنا الحديث…الديمقراطية ماهيش علم اللدن… هي متعارف على قيمها وآلياتها في كل الدول الديمقراطية وفي كل القارات…إن كانت تحكم فيها قوي سياسية يمينية او قوي يسارية…. في الديمقراطية السيادة للشعب يمارسها عن طريق انتخابات دورية حرة وشفافية ونزيهة…وموش بحاجة أخرى. وموش يجيك واحد عامل فيها ملهم حتى لوكان يكون امي سياسيا… ويقلك آنا ربكم الأعلى…ولي نڨولو هذا آش تحب الجماهير..
والديمقراطية تتنظم بعقد اجتماعي بين القوى الحية في المجتمع اسمو دستور ديمقراطي…. يتفقو عليه على ساس قيم المواطنة والحقوق الإنسانية والحريات المدنية والسياسية إلي يلزم يتمتع بيها كل المواطنين مهما كان لونهم ومنشأهم وجنسهم ورايهم وعقيدتهم… بدون تمييز…
والدستور هذا ينظم الإختلاف بين مختلف الافرقاء السياسيبن على أساس المساواة والتداول السلمي على السلطة ميكانش يولي استبداد من أطراف على أطراف أخرى … ويضع مؤسسات دولة وآليات دستورية تضمن كل ذلك… وأولها آلية التفريق بين السلطات لمنع جور سلطة على بقية السلطات وعلى المجتمع لتكريس الحكم الفردي الي هو النقيض الأساسي للديمقراطية… والمستنقع الرئيسي للإستبداد والفساد… مهما كانت الدعاية المخالفة. ..خاطر ما ثماش وما توجدش في العالم حكم فردي وموش فاسد…وأكبر فاسد… لانو الحكم الديمقراطي وحدو فيه الحرية… وبالتالي معركة الشفافية… وبالتالي فضح فساد الحكام ومراكز النفوذ… كيف ما عنا بعد الثورة بالحرية الإعلامية…
بربي شكون كان يتجرأ يحكي على فساد الطرابلسية وعايلة بن علي وفاريناتهم وقت بن علي؟
طبعا موش قيس سعيد… إلي كان يعمللهم في الندوات الفارينية في التجمع لتشريع الإستبداد… وما فاق بالفساد كان بعد الثورة.. وتوا عامل مرسوم صلح هو فساد في فساد باش يعاونو على البني القاعدي… ويعمل في استسارة سياسية خاصة بمشروعه السياسي الشخصي باستعمال موارد وموظفي وفلوس الدولة كيف ما كان يعمل التجمع من قبل.
وهذا لكلو رانا جربناه في تونس منذ الثورة… وتوجد في كل بلاد في العالم إلي صار فيها انتقال ديمقراطي…وطبعا البلدان ذات النظام الديمقراطي.. وطبعا إلي ينقض هذا العقد الإجتماعي من جانب واحد.. يتسمى عمل إنقلاب على الدستور… وعلى بقية القوى الحية في المجتمع… وعلى الضمانات إلي عطاها الدستور للمواطنين… صعيب فهمها ياخي هاذي؟
والانتقال الديمقراطي من الاستبداد للديمقراطية… راهو سيرورة ما تاقفش…حتى تستقر الديمقراطية وتعرف تدافع على روحها بالمؤسسات المستقرة والقوية إلي حطتها … وتحط كل الشرلاتانات إلي يحاولو بنقلبو عليها في البقعة إلي يستحوقها..
و الانتقال الديمقراطي راهو كيف ماتش الكورة… فيه هجوم ودفاع… و يقدم ويوخر…وتمركية بونتوات كيف توا مع مجلس القضاء… حسب موازين القوى المتغيرة في الميدان….
ووقت تدخل الأسباب الإجتماعية…. يولي حديث صعيب…خاطر وقتها الشعب الذي يريد… يولي يريد أكلا… ولي هو في الحكم هو إلي يكسكي. فبحيث القوى السياسية الديمقراطية اليوم في تونس…قدامها أوتوروت مفتوح… وبلاش باياج زادة ضد القوى السياسية الانقلابية الإستبدادية والشمولية …
ونحن وراءهم والزمن طويل… بما فيها بالتنبير. وتونس بعد الإنقلاب اليوم… هي في هذه الوضعية والمرحلة التاريخية…
وطبعا هذا الصراع يبقى دائما حتى بعد استقرار الديمقراطية… بين مختلف الرؤى السياسية للديمقراطية لدى مختلف القوى الحية في المجتمع… إلي فيها ديما شكون يحب يطورها وتتوسع فضاءاتها وآلياتها …وبين قوى الردة عن المكاسب الديمقراطية في مختلف المجالات ..
فبحيث… الديمقراطية ساهلة ماهلة يا أكارم..جربتها الشعوب وين ثمة أنظمة ديمقراطية… و ماناش باش نخلقو العجلة من جديد… شوية كليكات عند الشيخ ڨوڨل… تو نتعلمو فاش قاعدة تعمل الشعوب لخرى إلي فيها أنظمة ديمقراطية اليوم… ونخليو للمؤرخين ينورونا على حقيقة ما حصل من قبل في أنظمة انقرضت بعد ما فشلت… وما زلنا نحبو نقلدوهم اليوم… ومازال البعض يعنعن في دعايتهم المنقزضة كيف أهل الكهف.
وهكة… كان نواصلو… باش نقضيو على آمال الأجيال الحالية والمقبلة في العيش بكرامة في بلادهم. وطبعا مانيش نحكي مع الشعبويين والشموليين والفاشيين إلي حتي كلمة ديمقراطية موش موجودة في قاموسهم السياسي.. ولي يخدمو باللمبن السياسي لتحقيق أغراضهم.. هاذوكم أعداء الديمقراطية… وإلى مزبلة التاريخ…
وبحيث… على هذاكا هاظوكم ما دافعوش على الدستور والإنتقال الديمقراطي.. ثمة إلي ساند الإنقلاب رغم رؤيتو المختلفة لمشروعه الاستبدادي… وثمة إلي قالك بين عرب بين ترك..وقعد يرشم… هذا كان موش ينبر على يواجهو في الإنقلاب…
لكن لكلهم باش يطلعو خاسرين لو تحول الإنقلاب إلي نظام مستبد مستقر …وموش حتى في وجودهم كطرف سياسي معترف بوجوده من السلطة القائمة.. اكتسبوه بفضل الثورة والإنتقال الديمقراطي ولي ما ناضلوش عليه وقت الاستبداد وقت كانو يجريو على الموقع قبل الموقف إلي كانو يقولوهولك كان في القعدات الخاصة…. ولي موش مستعرف بيهم الإنقلابي اليوم… بدليل أنو باعثهم لكتب الجغرافيا على بعضهم… وموش حاسبهم أصلا وما يحكيش معاهم وهوما يترجاو فيه باش يتحاورو معاه وهو مطفيهم على طول ويعمل في استشارتو على مستقبل البلاد المدلسة.
بل إنهم كان واصلو هكة… باش يخسرو حتى حرياتهم المكتسبة بفضل الثورة … ولي مكرسينها اليوم باش يقففو بيها للمنقلب… و ينبرو على الواقفين ضد الإنقلاب… واللمبن منهم بما انهم حمقى… يسبو فيهم.
يا والله أحوالهم هاذم… قداش فسفس.