بلاد فيها هذا العدد الكبير من القضاة الذين يقبلون أن يتم تعيينهم في مجلس قضاء غير شرعي على أنقاض مجلس منتخب شاركوا هم أنفسهم في انتخابه مع بقية زملائهم، بل ومنهم من كان عضوا فيه…
هي بلاد لعينة…
تنصيب مجلس قضاء انقلابي مرتزق وسط رفض الجمعية والنقابة والقضاة الشبان هو مؤشر على "طبيعة الانقلاب". هو انقلاب يتقدّم بصلف وعنجهية غير مبال بالأصوات المحتجة والرافضة أيا كان عددها وحجمها.
المحيّر أنه يجد بسهولة تونسيين مستعدين لبيع ذممهم مقابل لا شيء... بالمناسبة.. سعيّد كان يتهم مجلس القضاء الشرعي بالفساد بسبب تمتع أعضائه بمنح مالية ووصولات البنزين... يعني أتصور أن أعضاء المجلس الانقلابي سيشتغلون "بلوشي" وسيكتفون بالأجر الذي يتقاضونه مقابل مهامهم الأصلية…
يعني حتى المتقاعدون المعينون المنتدبون لهذه المهمة الوضيعة سيكتفون بمنحة التقاعد... ووصولات البنزين يا بابا؟ ماذا فعلنا فيها سيدي خويا؟
اه.. تذكرت.. المنقلبون لن يحتاجوا سيارات وبنزينا.. سيتنقلون زحفا على بطونهم... هذه مهام لا تقبل بها إلا زواحف.