يغيّب الموتُ اليومَ السيّدة العياري بعد صراع طويل مع ظلم الدولة لابنها ياسين العياري و مع الارهاب الدولي الذي اغتال زوجها الشهيد! ومع الإجراءات الحدودية للانقلاب التي تمنع إبنها من حضور توديعها..
لم يمنعها مرضها العضال من أن تحضر محاكمات ابنها ولا الوقفات الاحتجاجية المتعددة لاطلاق سراحه ولا من وقوفها في كلّ مناسبة على خدمة ضيوفها بنفسها كلّما أقامت وليمة بمناسبة اطلاق سراحه.." بنت عروش وتعرف الأصول " كما نقول!
كانت خالتي السيدة أيقونة الأمّهات اللواتي يمُتن انتظارا لأبنائهنّ في المعتقلات والسجون والمنافي البعيدة.. صورة لأمهات كثيرات مُتن في صمتهنّ!
أقف اليوم متضامنًا مع صاحبي ياسين الممنوع من حضور جنازة أمّه وليس لي إلاّ أن أعبّر عن سخطي على هذا الانقلاب الرثّ البلا قلب ولا انسانية ولا أخلاق …!
أنا حزين جدّا من أجلك يا ياسين.. حزين جدّا يا أخي . علمُنا حزين في يديها أيضًا….
حسما لمسألة حضور ياسين العياري من عدمه في جنازة والدته :
لم يتدخّل الرئيس في هذه الحالة الانسانية وحتى لو فعلها فياسين لن يقبل.. أنا على يقين من هذا لأني تابعت سجنه في عهد الباجي قايد السبسي حيث استأنف الحكم من سجنه حتى يقطع الطريق على امكانية عفو رئاسي!
"أمل وعمل" أخرجت بيانًا في هذا يؤكد أنّ منعه من العودة كان بطلب من المرحومة نفسها فقد كرهت أن يُسجن ولدها ولو كان بسبب حضور جنازتها وهي التي رأته يُخطف من بين أيديها وتعرّضت للعنف بسبب ذلك!
ياسين محكوم غيابيا بعشرة أشهر سجنًا على تدوينة رأي.. من يبيّض رئيس الواقع القائم بمثل هذه الأخبار الزّائفة فهو يقدّم خدمات أقلّ ما يقال فيها أنّها "…"!
أتركوا المرحومة ترتاح في مثواها الأخير واتركونا لهمّنا فهو ثقيل ثقيل!