1. أخطأت عندما انتخبها الشعب فقالت: لا أحكم وحدي... مشاكل البلد أشدّ استعصاء من أن يستطيع حلَّها حزبٌ وحده…
2. أخطأت حينما أحسنت الظنّ بالجميع بينما كان كثيرون من ذاك الجميع يكيدون لها كيدا ويحرقون يبادر حصادها وحصاد الصادقين أمثالها…
3. أخطأت عندما بحثت بعد انتخابات 2011 عن حكومة وحدة وطنيّة تتحمّل مسؤولية البلد وتقيم أسس الدولة...
4. أخطأت عندما رضيت بتسمية سالم لبيض وزيرا للتربية فمكّن لقوميين جهَلة متكلّسين كانوا مواعين للمخلوع متروكين، مكّن لهم في كثير من مندوبيات وزارة التربية في مختلِف الجهات لا وظيفة لهم غير حراسة عصابة إيديولوجيّة عاجزة عن كلّ تفكير وتدبير.
5. أخطأت حركة النهضة حين قبلت بمحمّد عبّو وزيرا في حكومتها، فترك الحكومة وهرب من المسؤولية وولّى على عقبيه، ثمّ وقعت فيه مرّة أخرى ليكون غلمانُه شركاء في المشهد بعد ذلك ليخرّبوا المسار ويغتالوا الديمقراطية ويهدوا ظهورهم الرخوة للمنقلب يركبها ليعبر إلى حرق الدستور ونكث العهود... وتخريب البلد وتجويع الناس…
6. أخطأت حركة النهضة حين تركت اتحاد الشغل يصفعها الصفعة تلو الأخرى، وهي تدير له خدّيها، طوال عمر حكومتيها في استمراء مهين لماكينة تعذيب أصيبت بها البلاد ولولاها لعبرت من زمان قديم.
7. أخطأت حين اعتبرت اتحاد الشغل شريكا اجتماعيا وصدّقت حرصه على البلد ورأفته بالطبقات المسحوقة يأكل من "قلم" الدفاع عنها، وقادتُه الأميّون يرفلون في الحرير ويركبون السيارات الفارهة ويشربون أرقى أنواع الخمور في فنادق فخمة لا يحلم المواطن التونسي المسحوق بالمرور بجنبها... يأكلون ويشربون ويتباكون ليهضموا بالتباكي تخمتهم ويواصلوا "ملحمة" الابتزاز يعتاشون عليها.
8. أخطأت حركة النهضة حين أطلقت يدي الاتحاد ليعبث بالبلاد وهي تعلم أنّ الوطد وذيوله من القوميين به مستعدّون لإحراق البلد في سبيل شفاء غليلهم من إسلام سياسيّ عُلّموا بغضه، فهم لا يرونه في الحياة شريكا.
9. أخطأت حين خفضت الجناح لخصومها وهي تعلم أنّهم يكيدون لها كيدا، وتركت جماهير الشعب تنتظر العبور على يديها إلى الأهداف المرسومة والاستحقاقات المؤجَّلة.
10. وأخطأت حين أسلمت نفسها لإعلاميين أوباش يثخنون فيها ولا يراعون عقلا ولا خُلقا ولا ذوقا حتّى هشّموا صورتها ولوّثوا صور قياداتها بتهم مضحكة تنطلي على الزائفين وما أكثر، في هذه البلاد، الزائفين والزائفات.
11. أخطأت حركة النهضة لمّا وثقت في شخص نكرة لا يملك حدّا أدنى من العقل رأى فيه رئيس حكومتها الأولى حمادي الجبالي شريكا للحكماء واستأمنه على الخطاب بعد أن أخرجه من عتمة التنكير... لتبدأ مسيرة الانقلاب من ذاك الزمان.
12. وأخطأت حين لم تنتبه إلى خداع ذاك المحتال فدعت إلى انتخابه وكلّفت أنصارها بالعمل له نكاية في خصمه فانقلب على المسار واغتصب الدولة وعبث بالدستور وانتهك الحريات....
أخطأت حركة النهضة وأخطأت وأخطات.. ولا تزال…
أخطاء حركة النهضة لا تحصى.. ومن كانت أخطاؤه بهذه الكثرة فليس أهلا للحكم ولا لرعاية الأمل.. ولا لحضانة الولد حتى إن ادّعى أنّه أمّ لهذا الولد.