"اجتماع بيعة دار الضِّيافة".. ليس حوارا وليس وطنيًّا.. بل دعوة لمجلس أعيان الموالاة للمبايعة على مشروع دستور الرَّئيس الجاهز في عالم الغيب الرِّئاسي الأزلي منذ فكَّر وقدَّر في درس وتدريس مادَّة الدُّستور،
ينتظر تنظيم طقوس البيعة بعد تقويض أركان الدَّولة "قطرة قطرة" قبل النُّزول به وحيا رئاسيًّا مَنزَّلا لتتلاقفه مجامع المُفسِّرين، في آخر وقت لا ولن يسمح لا باحترام أصول الدُّستور ولا المبادئ العامَّة للقانون ولا أزمنة النِّقاش الدُّستوري والقانوني والدِّيمقراطي ولا نواميس الدِّيمقراطيَّة ولا سبل التَّعبير الدِّيمقراطي عن السِّيادة الشَّعبيَّة "قطُّوسا في شكارة"..
لكن كان على الأقل على المشاركين في "بيعة دار الضِّيافة" احترام الكياسة واللِّياقة في عدم جرجرة النَّاس إلى أرذل العمر وعدم الإعطاء بمؤخَّرة الظُّهور للجمهور المسرحي وتوضيب فتحات القمصان والأحزمة قبل الدُّخول والخروج وتفادي حمل الكتاب الأخضر أمام مدارج وأبواب "دار الضِّيافة" المقر الفرعي الملحق بحكومة الجمهوريَّة التُّونسيَّة وليس ببقايا أضغاث أحلام الجماهيريَّة القذَّافيَّة.. عيب.. عيب.. عيب..