الفصل الأول من الدستور لا يوضح إن كان الإسلام دين الدولة...او دين تونس اي الشعب... وضعه بورقيبة بهذه الطريقة حتى يتلافى صراع سياسي حول الهوية.. وبعد الثورة.. و للخروج من صراع الهوية.. ابقي على الفصل الأول.. واضيف فصل ثاني يؤكد على مدنية الدولة.. فحصل توافق عام بين الجميع على ذلك... وطاح الكف على ظلو…
لكن رئيس لجنة الأربعين...يثير من جديد قضية الهوية هذه.. بهدف ضرب عصافير عديدة بحجر واحد : الظهور للغرب الأوروبي وخاصة الفرنسي والممولين الغربيين بمظهر اللائيكي... حتى يغضون الطرف على جوهر دستوره للحكم الفردي الاستبدادي .... وهذا ما كان يفعله بن علي من قبل…
الظهور بمظهر "التقدمي" والحال انه محافظ متخلف حضاربا... لبعض الثقفوت النظروت الحدثوت الإستئصاليين لكسب ودهم... الذين طالبو من قبل بحذف الفصل الأول من دستور 2014... ويضعون هذه المسألة في صدارة اهتماماتهم قبل ضمان حقوق المواطنة والحريات المدنية والسياسية والحكم الديمقراطي..
تأجيج حرب هوية من جديد ... وقد انطلقت سيديجا بعض مؤشراتها... بين مختلف القوى السياسية والمجتمعية الرافضة للإنقلاب ولدستور البني القاعدي وللإستفتاء... لتلهيتهم عن معارضته... وبمنطق لوحلهم عظم خلي ياكلو بعضهم.
ربح الوقت قبل الإستفتاء... بوضع سحابة من دخان بتأجيج هذا الصراع حول الهوية من جديد بعد أن خف... للتغطية عن نقاش المحتوى الاستبدادي الحقيقي لدستور البني القاعدي.. وإلهاء الناس في النقاش في موضوع حصل فيه توافق عام في 2014... ورحل إلي فقه قضاء مرتقب لمحكمة دستورية لم ترى النور...
لكن في المحصلة لكلها باش تخرج يدها على رأسها... لو سقطت في هذا الفخ الصبياني . لأن المنقلب على الدستور لا هو لائكي... وهو يطرح الموضوع وكأنه لا يقبل بالتوافق العام للعيش المشترك الذي حصل في دستور 2014 حول مسألة الهوية بين مختلف الأطراف الفكرية والعقائدية...ويريد الرجوع بنا للوراء!!
بل هو حتى متخلف عنه تاريخيا … فهو محافظ حضاريا ومجتمعيا…ومتخلف مدنيا وحقوقيا… ففي تنظيراته مثلا لا يستند إلي قيم المواطنة وقيم الجمهورية والديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية ولا لحرية المعتقد والضمير….ولا يستعمل أصلا تلك العبارات في قاموسه السياسي.
وقد تببن الجميع من كل ذلك في الممارسة وهي المحددة.. منذ انفراده بالحكم… إن كان الامر يتعلق بالحريات والحقوق.. او بالحرية في ممارسة الشعائر الدينية من عدمه… فهو ممن يقولون أن الاسلام دين الشعب وهذا من المسلمات…والمقصود طبعا هي الاغلبية العريضة جدا منه..
ولكن التأكيد عليه وكأنها مسألة خلافية بين التونسيين … بينت التجربة التاريخية ان الهدف من وراء ذلك كان دائما لانتهاك حرية المعتقد والضمير وحرية ممارسة الشعائر الدينية من عدمه..
فبحيث…يا والله أحوال… قداش أصبحت السياسة تافهة وصبيانية عند أزلام الإنقلاب