الإتحاد مستعد لفعل كل شيء لتجنب المواجهة مع الانقلاب الآن.. لأنه يدرك أن انفجار الوضع الاجتماعي في سياق كهذا سيجعل منه الخاسر الأكبر. فالغرفة الحاكمة يمكن أن تقدم على غلق مقراته ومحاكمة قياداته وسيجد صعوبة في تحريك قطاعاته القوية خلال موسم العطل المدرسية وانصراف الناس إلى مناسباتهم العائلية.
الإتحاد يدرك أن مواجهة الانقلاب الآن عمل سياسي مائة بالمائة. ونتيجته ستذهب مباشرة لمنظومة 24. لذلك سيبحث بكل جهده عن تسوية ما تؤجل هذه المواجهة.
لكنه يدرك أنه تأجيل إلى حين. لأن برنامج صندوق النقد الدولي الذي التزمت به الحكومة يستهدفه مباشرة. لن يسمح الحكم الجديد بنقابة تحمي حقوق العمال والقطاع العام ومنظومة الدعم.
باختصار. إن تم تخيير الاتحاد بين شرّ قريب وآخر مؤجل. سيختار المؤجل.
يقول قائل : لماذا لا يقدم النظام على تصفية الاتحاد الآن وينتهي من هذا الملف؟
تقديري أن غرفة الانقلاب تفضل ترتيب مواجهاتها. ليس من مصلحتها مواجهة المعارضات السياسية المشتتة والضعيفة في نفس الوقت مع الاتحاد. لذلك ستعمل كل ما تستطيع هي أيضا للتفرغ حاليا لإذابة السياسيين.. وإقناع الإتحاد، بكل الوسائل، بأن لا مصلحة له في التقاطع ولو تكتيكيا مع منظومة 24.
طبعا سيقتنع الاتحاد المقتنع سلفا.. وسيجد صيغة لتأجيل الإضراب إلى موعد.. قد لا يأتي.. أي قد تسبقه فوضى الجوع.