كل المؤشرات تقول أنه سيكون استفتاءً شكليا. أهم سبب هو أن السياسة لم تعد من اهتمامات أغلب التوانسة. الاستفتاء الالكتروني أعطانا إشارة واضحة عن نسبة المهتمين بالسياسة.. رغم انخراط أجهزة الدولة في الدعاية للاستشارة على الطريقة التجمعية أي باعتماد الابتزاز والتهديد.. إضافة إلى فضيحة تشريك أطفال ال 16 سنة في تصويت سياسي لا يفهمون منه شيئا.
_ الاستفتاء سيكون في قلب موسم الأعراس والمناسبات العائلية وموسم البحر... والتونسي، ككل عقلاء العالم طبعا، لا يمكن أن يستبدل مناسبة سياسية تافهة بليلة ربوخ أو بيوم خلاعة في البحر.
_ سيكون الطلبة والتلاميذ في "طنبك" العطلة...أي في موسم السهر ليلا والنوم نهارا. ولا أظنهم سيضحون بيوم عطلة من أجل عيون سعيّد الذي خدع جزءا منهم خلال الانتخابات عبر "ڤروبات" منظمة للغرض.
_ آخر سبب هو المقاطعة المعلنة للاستفتاء من أغلب المنتظم الحزبي والسياسي والمدني... ومن اتحاد الشغل (الموقف الأرجح قبل صدور الموقف الرسمي).
ومع ذلك.. سيتم تنظيم الاستفتاء. وسيتم إقرار دستور "البنك الدولي" الجديد مهما كان عدد المشاركين. ستكون نسبة المشاركة في حدود 10% من عدد المسجلين.. والأرجح عندي أنه لن يتمّ اللجوء إلى تزوير النسبة. لن يحتاج الانقلاب التزوير.. سيواصل اعتماد التبرير الشعبوي الصّلِف لكل ما يفعله.
العقدة الأهم ما بعد إقرار الدستور الجديد هي :
هل سيتم ترتيب الوضع القادم بكامل الفريق الانتقالي/الانقلابي الحالي، أم بشق منه، أم بفريق جديد؟