المقاطعة هي رفض لكامل المسار الإنقلابي... وهي رفض للإنخراط فيه كديكور سياسي...لحاكم فردي مستبد لا سلطان عليه سوي نفسه...وهو رجعي مجتمعيا... فهو يجمع كل السلطات...ويأول وحده الشريعة لتضمينها في التشريع…
و دستوره متخلف مجتمعيا وسياسيا حتى عن دستور الإستقلال لسنة 1959 الذي أرسى الحكم الفردي... وهو مناهض لأسس الدولة المدنية... وهذا ثبت عليه بالأمر نومرو 117... ومن خلال مضمون دستوره…
واكبر دليل مفضوح على ذلك... هما من تلاعب بهما المنقلب... العميد والأستاذ بلعيد ومحفوظ...اللذان يشنان اليوم حملة ضد هذا الدستور لأنه يأسس للإستبداد ... ملخر... هذا المنقلب... انقلب على الدستور الديمقراطي الوحيد في تاريخ تونس... وفكك مؤسسات الدولة المنبثقة عنه... ووضعها تحت جزمته…
لذلك فالمقاطعة ... هي رفض المساهمة في إعطاءه نوع من الشرعية الشعبية.. هو يفتقدها... كما أثبتته نتائج الإستشارة من حيث عدم المشاركة فيها...والتي ذهب حتى لتدليس مخرجاتها... التي لم يطلب المستجوبين فيها تغيير الدستور!!! ...لكنه غير الدستور رغم رفضهم لذلك!!!
ولا اتحدث طبعا هنا مع الإنقلابيين مثله... من حشد شعبي مجرم... و أحزاب الديكور الجديد...فهؤلاء لا جدوى من الحديث المعقول معهم... لأنهم مهما فعل الدكتاتور.. ومهما تناقض مع نفسه... مثلما فعله لما غير الدستور... فقفف فاريناتهم دائما في الخدمة.
أما انتخابيا...فالمقاطعة... هي وحدها التي تمنع هذا الإستفتاء المغشوش والمزور... من بلوغ عتبة مشاركة نصف الناخبين على الأقل... لتمنع عن الدكتاتور أهلية التكلم غدا باسم السيادة الشعبية والشعب الذي يريد .... حتي لو تحصل التصويت بنعم على الاغلبية في غياب حصوله على تلك العتبة…
أما المشاركة بلا...كما يفعل البوجادية في الشأن الانتخابي... فهي تعينه على بلوغ تلك العتبة!!!
يا والله أحوال.
لكن الغريب... الغريب... ان المشاركين بلا في هذا الإستفتاء المغشوش المزور...وهم يقولون ذلك أيضا!!! انهم لا يطالبون المنقلب على الدستور في حملتهم الإنتخابية بوضع تلك العتبة!!! وهو ما يطرح التساؤل المشروع التالي: هل انهم طارحين أنفسهم مستقبلا ديكور جديد... لدكتاتور جديد...في جملكية جديدة. بعد أحزاب الديكور التي رخص لها بن علي؟
فبحيث... الإصرار على المشاركة في استفتاء مزور... بدعوى التصويت بلا... أمور أصبحت برشة مسترابة ...