الزعماء السياسيون لا يولدون على حين غرة في سن التقاعد.أصحاب المشاريع التقدمية والتنويرية التي يمكن ان ترتقي بالمكانة الاجتماعية للإنسان/المواطن لا تأتي بهم الصدف إلى سدة الحكم. هم يقولون ويفعلون. يخططون ويعملون تحت نور الشمس لا في الغرف المظلمة صباحا مساء ويوم الاحد من أجل تحقيق أهدافهم السياسية الشفافة والواضحة.
يتحدثون إلى الناس في اجتماعات شعبية وعبر حوارات صحفية يقبلون فيها مبادئ المواجهة والمساءلة. هؤلاء لا يمارسون المخاتلة والخداع ولا يستقوون على خصومهم بالأجهزة الصلبة وبقضاة التعليمات.
في زمن القمع والاستبداد والظلم يصرخون بصوت عال في عرائض وبيانات ومواقف شجاعة ولا يكتفون بفتح أفواههم فقط لدى طبيب الأسنان. مهما تعرضوا الى مظالم أو هزائم لا يفرون الى خارج اوطانهم.هم يكابدون ويناضلون من أجل مشاريعهم، وتصوراتهم، وأفكارهم المعلنة والمدونة.
لكم في لولا داسيلفا الرئيس البرازيلي سابقا والمرشح الرئاسي حاليا خير مثال.لولا رغم التهم الكيدية التي تعرض لها والزج به زورا وبهتانا في السجن هو الآن بصدد كتابة تاريخي نضالي وملحمة حقيقية بأتم معنى الكلمة. لولا بصدد مواجهة أتفه منظومة شعبوية في تاريخ الإنسانية ربما.
لولا الذي ساهم خلال فترة حكمه في تحقيق القفزة الاقتصادية البرازيلية كما نجح في إخراج ملايين البرازيليين من الفقر، اليوم يتطلع لثأر سياسي سيكون له طعم خاص ضد منظومة فاشية انقلابية عميلة ولكنها تزعم الانتماء الوطني.