حين أنظر إلى وجه شخص يتحدث ويتحرك.. يحصل عندي انطباع حول شخصيته.. أي حول نوعية الفكرة التي ترسم ملامحه.
تفسير :
حين تعرّفت إلى وجهَيْ أحمد زكي ويحي الفخراني وأنا في أول الشباب.. حدست ذكاءَ شخصية أكيدا. ورغم اختلاف ملامحهما الجذري، لم يكن من الممكن أن أخطئ ذكاءً فطريا مرسوما في النظرة وفي حركة العينين وفي شكل الابتسامة أو الضحكة وتنويعهما بقدر المعنى والتفاعل المطلوبين.
أنظروا إلى ملامح آل باتشينو أو روبير دي نيرو أو ميريل ستريب أو كلينت استوود سترون كيف يرسم الوجه طبقات الشخصية الفنية العميقة.
وحين تعرفت على وجهَيْ لمين النهدي ولطفي بوشناق.. ببساطة رأيت البلاهة والسطحية. أقنعت نفسي أن أتخلص من الانطباعات الأولى المنفعلة. لكن حدسي الأول فيهما ترسّخ مع العمر والتعلم.
لمين وبوشناق أميّان تقريبا. حركات الوجه عند كليهما تصوغان البلاهة بطرق كثيرة. حركات وجهيهما تخلو تماما من إشارات ذكاء.
لطفي يحب الموسيقى جدا.. وبصوت مقبول.. وبالمثابرة وأشياء أخرى.. وسط ندرة المواهب نجح في تبوّئ مكانة مهمة في عالم الغناء في بلاد متخلفة على جميع الأصعدة.. ولكنه يظل عندي كما رأيته أول يوم.
لمين أسوأ كثيرا.. رغم احتكاكه بأعلام مسرح.. لم تتسرب روح الإبداع/الخيال الذكي إلى شخصيته.. وظل الأبله الذي رأيته فيه منذ عقود كما هو…
طبعا بمقياس "عمشة في دار العميان" نستطيع تزجية أيامنا التونسية الفقيرة بأمثال بوشناق والنهدي والعبدلي... ولزهر الضاوي أيضا.