لا يعنيني من هذا الخبر - الذي لا يعنيني - الاّ تلك العبارة التي تصف محاميًا يقوم بدوره الأصلي في الدفاع ب" والمقرّب من حركة النهضة".. وأسأل : لو كان مرافعًا عن مومس نقول أكد المحامي المقرّب من المومسات كذا وكذا؟ أو مدافعًا عن مأبون نقول أكد المحامي المقرّب من المأبونين ذا وذا ؟ فيجوز إذن أن نقول : أكّد الردّاوي المقرّب من الوطد كذا من كذا... أو الشهيد بلعيد عندما كان يدافع على السلفيين يجري عليه هذا التوصيف ؟! "
ها التيكيات والكليشيهات اللي ما سمعت بدين أمّها كان في تونس الغرايب وصحفاجييها، اللي ما يحطّوا مؤخراتهم ويرتاحوا كان كيف يصنّفوك ويحطّوك في خانة أيديولوجية قبل كلّ خبر.. ايش يعني" مقرّب "؟! يعني واقف على باب حزب لاهو لداخل ولاهو لبرّه؟!...
تعرف؟ قبل زمن الشّرف الحقيقي كان كيف واحد يسألنا :" لأي حزب تنتمي؟" كان جوابنا طول :" هذا سؤال بوليسي يا زميل"!!... وكنّا ننكّتوا على البوليس اللّي يسأل زميل علي انتماءه وينكر أنه منتمي فيقول :" يزي من الكذب.. المزمّر فيكم يتبّع على الأقل في ثلاثة أو أربعة تيارات"!!
شوف صاحبي.. الأستاذ مختار الجماعي مقرّب جدا من حاجة صعيب تستوعبها هي "حقّ الانسان مهما كان في الحريّة".. ونأكّدلك غدوة لو تشدّ أي تونسي من أجل أفكاره باش تلقى "المخّ" بجانبه.. غدوة لو أنّ حمّة الهمّامي أو حتى منجي الرّحوي طلبه للدفاع عنه أنا على يقين أنّك ستراه شرسا في تمكين منوّبه من حقّه في الدفاع...!