كانت فترة انتقال ديمقراطي عادية ...كما حصل في اي بلد خرج من الإستبداد في اتجاه الديمقراطية... ولتكريس الحقوق الإجتماعية..
والصراع الذي حصل خلالها بين القديم والجديد... امر طبيعي أيضا... وأفرزت مآلاته السيادة الشعبية.. عن طريق الإنتخابات الحرة والشفافة .. كانت فيها صراعات ببن ذلك القديم... وهذا الجديد.... وبين اليسار... واليمين... وغيرهم... على الحكم…
وأيضا في المجال الإقتصادي والإجتماعي... وهذا أمر موضوعي أيضا... وعادي جدا في فترات الانتقال الديمقراطي... ذلك أن الأطراف السياسية تدافع كل من جهتها على المصالح الاجتماعية التي تمثلها في المجتمع..
لكنها لم تكن فترة رجعية او ظلامية بالمرة ... لأنها كانت متقدمة تاريخيا عن فترة بن علي...للفساد والإستبداد معا.. وكانت فترة حرية مورست فيها الحقوق المدنية والسياسية من طرف الجميع في إطار دولة مواطنة مدنية في طور التأسيس.. رغم محاولات تقييدها.. ورغم الإنتهاكات التي حصلت فيها.... ممن كانو يحكمون…
ولا مقارنة نوعية... بين حقبة بن علي... وما بعد الثورة في الموضوع... ولو حكم في بعض فتراتها من حاول جر المجتمع إلي الوراء وفشل فيه..
ولا مقارنة نوعية أيضا... مع هذا المنقلب على دستور ديمقراطي نظم تلك الفترة... ولم يدوسه من حكمو من قبله... فهو يريد محو تلك الحقبة جملة وتفصيلا...ليرجع بنا إلى ما قبل الثورة... وأكثر إلى ما وراء الوراء... من نفي للحربات واعتماد المقاصد ... ونسف للمؤسسات الديمقراطية جملة وتفصيلا... وانتهاج الليبرالية المتوحشة في المجال الإقتصادي والإجتماعي ... وكل ذلك بخطاب شعبوي شمولي...وبحكم فردي رجعي...
وما سيقترفه مع صندوق النقد الدولي في الأسابيع القادمة ضد المصالح الحياتية للشعب الذي يريد.. َسيعري صلفه...واحتياله على الشعب التونسي..
و إنشالله ما يجيكمش نهار وتتمناو ترجعولها الفترة الرجعية الظلامية هاذي.