اولا: حتى نكُف عن الاعتقاد بان سعيّد يوظّف الامن والجيش في انقلابه وفي التأسيس لجمهورية الفوضى. هو مجرد حصان طروادة لأكثر الخلايا الامنية- الجهوية معاداة للديمقراطية.
ثانيا: حتى نُدرك ان سلطة تضع نفسها فوق المحاسبة وتتحكم في التشريع، والقضاء، والإفتاء، والتعليم .. لن تتوقف ابدا وسوف تقبض على كل الفضاء العام: المسارح والشوارع والجوامع والمنابر الاعلامية، والجمعيات، والاحزاب، والنقابات. هذا احد اهم القوانين في الفلسفة السياسية: لا يمكن ان نَحُدّ من سلطة ( قوة) الا بسلطة مقابلة. وعندما تغيب الاخيرة تنفلت الاولى. عندما تكون السلط الدنيوية والروحية بيد سيدنا تكون معايير العمل الفني بيد الجادارمية.
ثالثا: حتى يتعرّض " العقل التافه" الي صدمة تجعله يعي بحيوية الديمقراطية." العقل التافه" هو جمهور الرّقّاصين الذين اصبحوا مسرحياتين، هم القوادين الذين كوفئوا فاصبحوا كرونيكارات، والسّطحيون الذين وجدوا انفسهم " قادة احزاب" وهوكش " نعم بعد 25 خير" ..كان هؤلاء البسطاء يعتقدون ان سعيد سوف يقضي على " ديمقراطية الخوانجية" ويعطيهم " ديمقراطية حقيقية". على هؤلاء ان يتحولوا الي ضحايا حتى يُدركوا ان ديمقراطية نتنافسُ فيها ونُحسّنها افضل الف مرة من سلطة الفرد، وانه لا احد يفتكّ السلطة ليعطي حقوقا لمخالفيه
رابعا: اذا انخرم التوازن بين السلط من ناحية وبينها وبين المجتمع المدني من ناحية اخرى نكون حتما امام اسوء الانظمة فسادا واستبدادا.
هي فترة ضرورية حتى نعرف حجم الاجرام الذي قام به من هيّأ للانقلاب ومن سانده ، ونرجوا ان لا يفلت هؤلاء من المحاسبة عندما تستيقظ الناس.