بالإضافة لزيارتو لعوسجة لتفقد أسعار المواد الفلاحية والتنديد بالوسطاء والمحتكرين (على فكرة، السيد إلي وقف عندو، يشري في سلعتو من سوق الجملة ببير القصعة وليس فلاحا)، فإن السيد الرئيس مشى بنفسو للبنك الوطني الفلاحي ومعاه ملفات يقول أنها تتعلق بتجاوزات، وطلب من مدير البنك أن يهتم بيها ويفضها.
المفيد، البنك الوطني الفلاحي هي مؤسسة بنكية تملك الدولة جزء من رأسمالها. يعني إذا ثمة تلاعب او تجاوزات، فهذي تصبح أموال عمومية، وهنا بالضبط تولي تتبعات عدلية وتحقيق وخبراء الخ الخ. موش تهز دوسيات لمدير البنك يعني...راك أستاذ قانون !
زوز امثلة يوضحو حاجة: الرئيس ماعندوش ثقة في الفريق إلي اختارو لتسيير الحكومة. أصلا هو ما ياثق تقريبا في حد، لكن هذا موضوع آخر. هنا نصبحو في إشكال كبير: الدولة ماهيش مشروع تجاري صغير، عطرية أو حماص، تنجم تاقف عليها وحدك. هو حتى العطرية والحماص فيها جانب مُحاسبي، وفيها تزويد، ورأسمال وضرائب، وعادة العطار والحماص يستعينو بناس تفهم أكثر منهم باش يحققوا لمشروعهم الإستقرار والربح. يعني هنا نحكي على تقنيين، موش على سياسيين.
الرئيس حط حكومة اختارها وحدو، على أساس ان أعضاءها تقنيين. أمر مفهوم أو قابل للتفهم. ماهو غير المفهوم؟ أنك ما تخليش التقنيين يخدمو الخدمة إلي جاو من أجلها. وأنك عندك طموح انك تقدر وحدك، وبالنجاعة المطلوبة، تحقق في كل شيء، وتفهم كل شيء، وتحل المشاكل الكل. هذا ماعندوش معنى آخر غير التخلويض إلّي أي عاقل ما ينجمش يستنى منو نتائج.
الرئيس في بالو أن هذا اسمو تخلويض؟ الحق ما عنديش جواب، أما في كل الحالات يبقى اسمو تخلويض. هذا باش يعمق برشة أزمات. ماثماش نتيجة منتظرة أخرى. لكن نحب نتوقف عند نقطة: الرئيس يعرف أن الحلول الحقيقية مكلفة. مكلفة ماديا، ومكلفة سياسيا وبالتالي اجتماعيا. لذا فإن إلي ياخذ أحيانا صبغة الإنكار، يكون هنا مسبوق بإصرار وترصد ويخفي عدم الإستعداد لدفع أي ثمن.
للأسف، إدارة شؤون بلد في أزمة خانقة، يفرض عليك إختيارات. الرئيس المسؤول هو إلي يختار يواجه المشاكل، موش يهرب منها. الرئيس النزيه، خاطر القضية هي أيضا قضية نزاهة، هو إلي يعترف بحدوده، بأن الأمور أعقد من أننا نتعاملو معاها بالطريقة هذي، وأنها من الجدية بحيث لا ينفع معها تجاهلها وتجاهل تعقيداتها.
الثمن سيدفع عاجلا أو آجلا، وإلي عايشينو هو جزء من الثمن هذا، لكن جزء بسيط جدا قدام إلي مازال. الطريقة إلّي يتم بيها تسيير الأمور ما عندها حتى نتيجة سوى توفير الظروف لفوضى لا تبقي ولا تذر. خاطر وقت الأزمة تستفحل، وماثماش استعداد لفهمها أو التعامل معها بعقلانية، السلوك الغريزي هو أن كل مجموعة او كل شخص او كل جهة، تحاول تحلها بالطريقة إلي تضمنلها بقاءها.
هذا بالضبط الإسم المخفف للفوضى ! الفوضى، للأسف هي أعلى مراحل التخلويض هذا الكل…