في وقت الترويكا، على كل السلبيات اللي كانت في المرحلة هاكي، كان وزير داخلية السلطة الحاكمة في مواجهة تلفزية مباشرة أمام ملايين التوانسة مع أبرز قيادي في المعارضة في الفترة هاكي الشهيد شكري بلعيد. وبعد يجي بعض الانتهازيين يقلك "عشرية سوداء".(صديق صحفي جزائري سمع مرة نقاش تلفزي في تونس وردت فيه العبارة هاذي قام يضحك)
المشهد هذا كان أقل ما يقال عليه انو مشهد ديمقراطي. كانت الحكومة تخضع للمساءلة الاعلامية و السياسية على الملأ. اليوم عندنا رئيس فوق المساءلة والمحاسبة، يعامل في الاحزاب والمنظمات بمكتب الضبط بمعنى اخر اللي عندو حاجة يصبها في الڨاريطة اللي قدام القصر. ورئيسة حكومة ووزراء ولا واحد فيهم سمعتلو حوار جدي او مشاركة في نقاش مع معارضين.
جل الإذاعات والتلافز خبزهم اليومي تقريد المعارضين وتحميلهم مسؤولية كل الشرور باش يعملو البوز والإثارة ويبررو اللي صاير اليوم من انحراف بالسلطة لكن في المقابل ولا منبر تجرأ وسمى الأشياء بمسمياتها في علاقة بالحكومة والرئيس(بإستثناء قلة قليلة) اللي حاقرين الناس الكل ويعاملو في الجميع على أنهم مجرد رعاع وقطيع لدرجة وقت سيدنا يقابلهم في الغرض المظلمة ما يخسرش عليهم حتى بلاغ رسمي.
المعارض اللي يحترمو روحو اليوم عوض يجري من بلاتو لبلاتو باش يطيح قدرو مقابل يمد وجهو كان الاجدر يمشي للميدان يقرب للمواطنين ويجمع شتات الطيف السياسي المتشظي ويسعى باش يخلق لبديل للتوانسة أمام السلطة الفرعونية المتغولة اللي هارب بيها فرس.
واحد كان نائب في البرلمان المنحل والا مسؤول في الفترة السابقة والا قيادي سياسي بارز في العشرية الماضية ما فهمتش اش نوا ينجم يضيف اليوم للناس وقت اللي هو يعاود في نفس الكلام من تلفزة لتلفزة ومن راديو لراديو.
في الاثناء الحاكم بآمرو موش معبر ولا واحد ومشروعو باق ويتمدد ولخرين ينوحو في المنابر الاعلامية بلا مراجعات بلا نقد ذاتي ولا بتفكير في سبل مخرج حقيقي من الورطة اللي تحطت فيها البلاد واللي كلفتها مش تكون أكثر مما مضى بكثيييير.
اليوم المشهد متاع 2012(قيادي معارض وجها لوجه مع مسؤول في السلطة) أصبح منامة عتارس للأسف.