نعم ستجري. وسيتشكل برلمان كاراكوزي على مقاس الرعاع المنخرط في مسخرة البناء الجديد. (طبعا لن نتمتع بالفرجة على أتفه برلمان في العالم للأسف لأنه لن يكون هناك بث تلفزي مباشر لمداولات الصراع الفكري العميق لبرلمان سيترأسه الزعيم بودربالة أو المفكر شفتر).
لكن الأكيد أن المسار السياسي الذي أطلقه الانقلاب ما زال يحظى بدعم فعلي من جهات مختلفة وحتى متناقضة لكنها تتقاطع في هدف استراتيجي واحد.. هو منع قيام ديمقراطية حقيقية تستفيد من أخطاء الانتقال المخترق وتؤسس لمسار تقدم اقتصادي واستقرار ديمقراطي.
البرلمان القاعدي يجري التحضير له بجدية وبشكل منظم بإشراف رسمي. اختيار المرشحين في الجهات يتم عبر من عينهم سعيّد في مراكز الحكم. يجمعون التزكيات والتمويل لمرشحين معيّنين يُراد تصعيدهم. طبعا هناك مرشحون من خارج هذا "التنظيم" تحركهم دوافع مختلفة شخصية مرضية أو عروشية قبلية أو لوبيات جريمة... الخ. لكن الجسم الرئيسي للمرشحين متفق عليه ومُتحكَّم فيه.
صعود برلمان كاراكوزي شكلي لا يزعج مطلقا اللوبيات والدول الكبرى. الرهان الكبير هو على القصر. بهذا الدستور السلطاني أو من دونه مركز السياسة في تونس الآن هو القصر ومؤسسات القوة. لذلك لا شيء سيمنع إجراء الانتخابات القادمة في موعدها. ولذلك يبدو أن انتخابات رئاسية مبكرة سيتم فرضها لتعديل المشهد في اتجاه برنامج صندوق النقد الدولي.
الاستعمار الدولي يستعمل صندوق النقد منذ سنة ضمن خطة ابتزاز وتطويع وتوجيه للانقلاب "الهجين". الصندوق يبدو منسجما تماما مع الحكومة الحالية. لكن ما يزعج خطته هو الشعبوية المنفلتة لسعيد وبعض النافذين في محيطه. هؤلاء قد يضطرون الصندوق إلى الدفع نحو انتخابات رئاسية تعدّل المشهد…
طبعا لو حدثت انتخابات رئاسية في سياق معقد كهذا.. لن تكون انتخابات تماما.