لم أكن أريد أن أتحدّث عنه أبدا فإذا مرّ عليّ ذكره من قبل، قلتُ "منهو هاضاكة؟" فنظام التسمية على اتساع ساحله في الهجاء لم يسعفني بصفة له .. أما وقد "انتهت رحلته" وتوقّف استخدامه - ولست شامتًا والله - فقد آن لنا أن نسميه بالإسم المدني "رياض جراد" الحامل لصفة "كرونيكور" في تلفزة تونسيّة !
في الحقيقة أبلغ جملة قيلت له يومًا هي جملة صديقي ورفيقي جوهر بن مبارك :" فعلا أتعجّب من شابّ من المفروض أنه ثائر علي السلطة في سنّه هذه - وهذا هو الطبيعي - فأجده مطبّلا لها !!".. مثل هذا الفتى منذر قفراش و ذينك الشّابين الشاذين اللّذين ظهرا في أيام قرطاج وغيرهم كثير.. هي سلالة مُنكرة من قديم الأزمنة، حدّثنا عنها "الجاحظ" الذي لم يغادر علمه من شيء في رسالة "مفاخرة الجواري والغلمان ". (الرسالة 13)
أمثال صديقنا" جراد " الذي لفت الانتباه في برامج قناة صاحب "القيطون" تونسنا ببذاءته وسوء خلقه وقلّة تربيته وتطاوله ومشكلته الأزلية مع "الاسلام السياسي" وبمباركة من "لطفي العماري".. أمثاله يكونون فعلا "حالة مَرَضيّة" تشفق عليهم كما تشفق على تلك السمكة الصغيرة في شصّ الصنّارة يضعونها طُعمًا.. أنا والله أشفق عليه باعتباره ضحيّة سوف يحتاج إلى إحاطة نفسيّة..
مشكلة هذا الولد أنّه لم يطوّر من نفسه. لا يقرأ أبدا التحاليل السياسية في المواقع ولا يفتح جريدة ولا حتّى يحاول أن يكتب .. يقدّمون له" الخبر" فيشتغل دماغه بشكل ميكانيكي علي أمرين : التطبيل للرئيس و لعن النهضة والعشرية السوداء ولو تعلّق الخبر بالبطريق في بحر البلطيق! .. ويتكرر هذا مع كلّ ضيف ولو وضعوا أمامه "محرز الغنوشي متاع الرصد الجوّي"!
بالمُحصلة، المطبّلاتي يحوّل نفسه عاجلا أم آجلاً إلى كاراكوز يعيد نفس الحركات فيملّه حتى صانعه.