في لحظة مكاشفة سياسية نادرة، وبنبرة غاضبة، توجه خليل الرقيق إلى اليسار بنداء وتذكير واعتراف.. قائلا : " قيس سعيّد في درجين خلّصنا مالخوانجية.. هذا كل يساري يلزم يحطو في الدماغ متاعو.. وهذا كارت متاع شرعية كاملة لقيس سعيّد.. والعقل اليساري لازمو يتعامل مع سعيد وفق هذه القراءة التاريخية...".
هذه مقتطفات مما قاله الرقيق بحماس كبير.. حتى أنه اعتبر أن إنجاز سعيّد كاف لرمي كل مقولات المادية الجدلية الماركسية، مثل قانون التراكم الكمي المؤدي إلى التغيّر النوعي، في سلة المهملات.
خليل الذي يصرّ على أنه يساري يعتبر إذن أن الانقلاب خرق قوانين المادية الجدلية وأحدث تغييرا نوعيا دون الحاجة إلى تراكمات كميّة و"تكسير راس" زائد في مقاومة ما سماه هو "التخونيج"، أي التيار الإسلامي.
من حق الرقيق أن يتبنى الفكر الانقلابي الدموي المستعد لكل أنواع الإبادة.. فالفاشية والنازية والستالينية والصهيونية نماذج تفكير وحكم عرفتها البشرية وجرّبت مجازرها وفظاعاتها ومآسيها.. ولن يكون الرقيق بدعا في فكر الجريمة، فالانقلابيون المجرمون موجودون تقريبا في كل تيارات السياسة وفي كل الأزمنة. مطلوب منه ومن أمثاله فقط أن يقولوا هذا بوضوح كاف ويعلنوا تبنيهم إسقاط الديمقراطية الليبرالية بالعنف كما فعل موسوليني مثلا حين تزعم زحف حركة القمصان السود على روما.
ولكن أن يصل الأمر بخليل إلى حد تأصيل انقلابيته فلسفيا وإلى القول بأن سعيد أثبت نهاية قانون التراكم الكمي في الماركسية.. فهذا بصراحة ما قالش بيه ربي…
يا خليل.. خليك في الانقلاب والفصعة من ساعات التدريس وتدبير الكونتراتوات مع إذاعات على ملك رؤوس أموال فاسدة… وسيّب الجدل المادي متاع ماركس لمّاليه.
وتبا.