أكره مزيد الحديث في أمر القاضية المُبرّأة. فليس أوجع عندي من مسّ الأعراض. فجميعنا بلا استثناء معرّضون للهتك حقا وباطلاً. ولكن - وقد انتشر الأمر - فقد صار لزاما عليّ توضيح أمرين، فلو لم أفعل خنقتني غصّة :
أولهما أنّ تبرئة القاضية هو عندي أجلّ وأسمى من توظيف براءتها. وثانيهما أنّي حزين من أجل نفسي عندما أتذكّر أنّ بعض " ثقاتنا " - وا أسفاه! - قد نشروا تقرير البحث الأوّلي للواقعة بما فيه من مغالطة و"فضائحيّة" وإدانة مسبقة مناصرة للرئيس! .. فأصابتنا خيبة لا تزال تلازمنا.
في السياق الآنف ذكره، فرصة باش نفرّغ قلبي ونبات الليلة مرتاح.. توّة كيف تسمع غراب البين لطفي العماري وهو يهزّ ويسبط ويأوّل في التاريخ يتحدّث على " قيم البداوة متاع الشرف والغيرة والأنفة اللي جابوها العرب" العاربة "معاهم في" احتلالهم " لتونس الأمازيغية واللي لا علاقة لها بالدّين الإسلامي السمح..".. توة كيف تسمع هذا شنوة تفهم؟!..
يعني الدين براء من هذه القيم؟ يعني الدين ما يقولش بالحكايات هذوما؟! يعني فكّ علينا من الشرف والغيرة والأنفة على خاطر هي قيم الهمج من بدو الصحراء وقبائل بني هلال؟! يعني هتك العرض ومسّ الشرف والقوّاد في أهله حاجة عادية عنده؟! يعني الطعن في سمعة قاضية هو أمر ماهوش موحش و نورمال ساااحبي ؟!
هو بصراحة المقام مقام افحاش حقيقي لكن الله غالب غالبتنا هاك القيم متاع "العرب الهمج".. لكن عندنا شاعر قال هاك العام كلمتين قعدوا تاريخ وجّهم في عهد بورقيبة لوزير الصحّة يصدقوا على السيّد هذا يقول في أوّلهم :
سيدي وزير الصحّة - المطلوب منّك كلمتي تسمعها.. (...)
بقية القول بالغ الافحاش نترفّع عن ذكره ونرفض رفضا قاطعا ايراده في تعليق.