كليمة للفرحانين بإدانة خصومهم من قبل القضاء العسكري. حسب ما نشوف، وبغض النظر على مبدأ محاكمة المدنيين لأي سبب من الأسباب أمام القضاء العسكري، نتصور وقت يدور الزمان، يبدا وقتها القضاء العسكري مازال ينجم يحاكم مدنيين. وقتها والله باش نقولو نفس الشيء: القضاء العسكري قضاء استثنائي لا يجب أن يحاكم مدنيين، لأنو غير قادر أنو يقدم ضمانات محاكمة عادلة. وباش نتضامنو معاكم كيما تضامنا مع غيركم.
فقط أقراو حساب الزمان وقت يدور !
نحب نعرف شنية أحاسيس أشخاص، تسببوا بوعي كامل، في ظلم ناس، وفي أنهم باتوا ليلتهم الأولى في السجن، بسبب الظلم هذا. نحب فقط نعرف إذا رقدوا مرتاحين ودافيين، بعد ما تسببوا في محاكمة أشخاص مرتين بنفس التهم. نحب نعرف إذا فكروا لحظة أن طريق الظلم هو طريق خرابهم. ونحب نعرف وقت خزروا للمراية الصباح، شنوة شافوا !
عندي ثقة كاملة أن محاولات إعادة تأسيس الإستبداد لن تنجح، وأن هذه المرحلة، بالرغم من كل ما يحدث وسيحدث فيها، لن تكون سوى مرحلة قصيرة جدا.
بعدها، أومن ألا أحد سيجرؤ على المس باستقلالية القضاء، وأنه لن يحاكم أناس من أجل حقهم في التعبير، وأنه لن يحاكم مدنيون أمام المحاكم العسكرية، وأنه لن يمنع إنسان من السفر تعسفا، وأنه لن يمس أحد من تلقاء نفسه بالدستور أو يضع مدرعات في مدخل برلمان، وأنه لن يجرؤ أحد على إصدار المراسيم على هواه، وأن كل هذا العبث لن يحدث مجددا.
هذه مرحلة سيئة، ولكنها ستكون الدرس الأخير لكل التونسيين. لذلك هي ضرورية: نجرّب هذا السوء مرة أخيرة، حتى نسد معا كل الثغرات التي يتسرب منها القُبح.
طبيعي أن يكون هناك ضحايا لهذه المرحلة، قضاة معزولون ظلما، أو محامون مسجونون بهتانا، أو ناشطون مهجرون ومضيق عليهم.
هؤلاء هم علامات الدرس…