ماذا في زيارة رئيس "نادي باريس" لكبار الدَّائنين "شبه السِّرّيَّة" من جديد.. استقبلت السَّيِّدة بودن رمضان رئيسة حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة السَّيِّد إيمانويل مولان المُدير العام للخزينة الفرنسيَّة، مع التَّكتُّم عن صفته الأهم: رئيس "نادي باريس" لكبار الدَّائنين ومهمَّته الأساسيَّة "إعادة جدولة الدُّيون" وضمان تسديدها والدِّفاع عن مصالح الجهات "الدَّائنة" وليس "المَدينة" و"المُنَاحَة"..
ورغم إغفال مصالح الإعلام الحكومي للصِّفة الثَّانية للضَّيف، فإنَّه لا يوجد أيُّ مبرِّر منطقي لاستقبال "المدير العام للخزينة الفرنسيَّة" الَّذي يعنى بشؤون "الخِزانة" في فرنسا فقط وتشمل البرَّ الفرنسي والجزر السَّاحليَّة التَّابعة له وجزيرة قرسقة وأراضي (مستعمرات) ما وراء البحار الَّتي غادرتها تونس منذ الاستقلال المجيد.. ولم يعد من مبرِّر ل"المُدير العام للخزينة الفرنسيَّة" زيارة تونس بصفته تلك..
فقد جاء السَّيِّد مُولان إذًا بصفته الثَّانية كرئيس "نادي باريس"، ولا يمكن أن تخرج مهمَّته عن البحث في موضوع "الدُّيون التُّونسيَّة"، عكس "بلاغ" اللُّغة الخشبيَّة لمصالح الإعلام الحكومي لسُلطات التَّدابير الاستثنائيَّة بالقصبة..
وكان السَّيِّد مُولان زار بلادنا سابقا منذ سنة، في جانفي 2022، واستقبلته السَّيِّدة بودن دون توضيح صفته كرئيس ل"نادي باريس"، ممَّا أثار في حينه حفيظة الفاعلين والمراقبين السِّياسيِّين والخبراء الاقتصاديِّين.. واضطرَّت حينها السَّيِّدة نمصيَّة وزيرة الماليَّة في حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنايَّة لتوضيح أنَّ الضَّيف "المعرةف في فرنسا بخبرته في إدارة الأزمات جاء إلى بلادنا لتقديم الدَّعم الفنِّي لتونس في إطار مفاوضاتها مع صندوق لنَّقد الدُّولي"..
وهو ما يعني صراحة أنَّ زيارة السَّيد مُولان لتونس في جانفي 2022 وفي جانفي 2023 لم تكن بصفته "مدير الخزانة الفرنسيَّة" بل بصفته "رئيس ناي باريس" و"صاحب الخبرة في إدارة الأزمات (الماليَّة)" من وجهة نظر مصالح الدَّائنين (العموميِّين) المتكتِّلين في "نادي باريس" برئاسة السَّيِّد مُولان، صاحب (مُولَى) الخزانة الفرنسيَّة، للدِّفاع عن مصالحهم، والتَّباحث مع الدُّول المَدِينة (ومنها تونس) لدائني النَّادي عن حلول لإعادة جدولة الدُّيون والتَّاكُّد من قدرات الدَّولة المَدينة على احترام "ديمومة الدَّين" والتَّثبُّت من ضمانات الدَّفع أو فرض ضمانات وشروط مستجدَّة وتعيين "أوصياء" في جُبَّة "خيراء أجانب" إن لزم الأمر..
وتأتي زيارة السَّيِّد مولان رئيس نادي باريس، المتكتَّم عن صفتها الحقيقيَّة وعن وموضوعها، في سياق تعثُّر المفاوضات بين تونس وصندوق النّقد الدّولي..
وتأتي الزِّيارة أيضا بعد إقرار رئيس الجمهوريَّة في مرسوم الماليَّة ولأوَّل مرَّة في تاريخ الدَّولة التُّونسيَّة بإمكانيَّة "استعانة مصالح الجباية التُّونسيَّة" ب"خبراء أجانب" في "مهام المراقبة الجبائيَّة" وأيضا "قي كافَّة مهام إدارة الجباية التُّونسيَّة" وتكليفها ب"استخلاص الدًّيون الجبائيَّة لفائدة الدُّول الأجنبيَّة"..
كما تتزامن مع تغيير رئيس الجمهوريَّة لمكتبه لاستقبال "معاونيه" والانتصاب (على غير العادة الَّتي سنَّها منذ ثلاث سنوات وتزيد) بطاولة اجتماعات مكتبة القصر بدل المكتب الرِّئاسي، وترك الرِّيشة ومسك قلم حبر لأوَّل مرَّة لأخذ الملاحظات الَّتي أَمْلتها لأوَّل مرَّة حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة من جُذاذة ورق عابرة من خارج ملفَّات الدَّولة تحت رقابة طرف "شبحي" ثالث أغفلته الصُّورة ووثَّقت آثار حضوره وملفَّاته دون بث صورة وجهه.. فهل تكون جُذاذة السَّيِّدة بُودن و"الشَّبح" حاملة لتوصيات وطلبات وشروط السَّيِّد مُولان المسبقة بصفته رئيس "نادي باريس" لتأخذ "الإذن" والّتَّكليف" و"تعليمات قرطاج" لاستقبال رئيس "نادي باريس"؟؟؟