من هو "الشَّبَحْ" أو "شْبَيَّحْ"؟؟؟ لماذا تُصرُّ مصالح رئاسة الجمهوريَّة على إهانة رئيس الدَّولة والدَّولة بإظهار كرسي وملفَّات "الشَّبَح"/"شْبَيَّحْ" الاستثنائي والاستثنائيَّة، في اجتماعات رئيس الجمهوريَّة بأعضاده في حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة؟؟؟ ألا تعلم مصالح الرِّئاسة أنَّ التُّونسيِّين لهم حساسيَّة من "شْبَيَّحْ" وزميله "الشَّلَّاطْ" ودورهما في ترذيل و"تشليك" الدَّولة وإشاعة الإحساس بالخوف والأمان وغياب المقود والمكابح آخر أيَّام الزَّعيم الرَّحيل الحبيب بورقيبة لتمهيد قطف الثِّمار للجنرال عسكري بن علي المتربِّص بالحكم ومحرِّك "حروب" الخلافة الخفيَّة حينذاك؟؟؟
ولماذا حَجَبت مصالح الحِجَابة إبريق وكوب الماء الفاخريْن المذهَّبيْن من أمام رئيسة ووزراء ومسؤولي حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة، واختصَّت بهما رئيس الجمهوريَّة، ناقلة الكوب على أطرافه يَمْنة ويَسْرة حسب هواها؟؟؟ أَمِن غياب الخشية من أن "يشيح ريقهم/هن" وقد احترفوا واحترفنَ الصَّمت أمام انفلات الاندفاع الكلامي الرِّئاسي؟؟؟
ولماذا انتقل رئيس الجمهوريَّة من "المكتب الرِّئاسي" المخصَّص عادة لاستقبال الوزراء وكبار مسؤولي السُّلطات التَّنفيذيَّة للدَّولة إلى "مكتب المكتبة الرِّئاسيَّة" المخصَّص عادة لاجتماعات مجلس الأمن القومي؟؟؟
وهو مكتب المكتبة الرِئاسيَّة الَّذي استعمله سابقا للاجتماع بالخماسي (بلعيد/محفوظ/بن عيسى/الزَّكراوي/عكاشة) ثُمَّ الرُّباعي (بلعيد/محفوظ/الزَّكراوي/عكاشة) ثُمَّ الثُّلاثي(بلعيد/محفوظ/الزَّكراوي) ثُمَّ الثَّنائي (بلعيد/محفوظ) المكوِّن لما اصطلحنا على تسميته في حينه ب"لجنة تشخيص مصلحة النِّظام"، قبل رميها ورميهم كمنديل تعلَّقت به أوساخ التِهام ما زيِّن لَهُ من طعام السُّلطة بَنَهَم شديد و"بحشيشه وبريشه" وبأشواكه من دون تقليم عشيبته وبدون ذبيحة لَحِيمته ولا تحليل جيفته نيِّئًا نَتِنًا..
ومنه أعلن أيضا أغلب خطاباته النَّاريَّة وتهديداته بإطلاق صورايخه من على منصَّاتها.. والَّذي هو بمثابة "المكتب الحربي" لإعلان حروبه ضدَّ خصومه ومعارضيه..
والَّذي قرَّر منه استكمال خطَّته للانقضاض على السُّلطة وأعلن، بحضور العساكر المسلَّحة من قادة القوَّات الجيوش وقادة القوُّات الأمنيَّة، التَّفعيل التَّوسُّعي للفصل 80 من الدُّستور المتعلِّق بتدابير استثنائيَّة، المُثير للجدل الدُّستوري والسِّياسي والأخلاقي والفقهي، والقضائي داخليًّا ،وإقليميًّا، ودوليًّا..
أهي الرَّغبة الرِّئاسيَّة الجامحة في العودة للبدايات والابتعاد عن "التَّعويذات" الَّتي وُضعت على مكتبها وهو يلتقط صورا مع "الشَّعب الزَّوَّالي" لاستجداء أصواته، قبل إطلاق وأثناء تنفيذ خارطة الطَّريق الرِّئاسيَّة؟؟؟.. أهي العودة لممارسة التَّفعيل التَّوسُّعي المُطلق للتَّدابير الاستثنائيَّة والحكم الفرداني الأزلي من داخلها بدون حاجة لمؤسَّسات لا حكومة ولا برلمان ولا حتَّى "تعويذات"، بعد فشل ذات خارطة الطَّريق الرِّئاسيَّة قبل حتَّى استكمال محطَّاتها المُمطَّطة، وبعد أن اصطدمت بالرَّفض وباللَّامُبالاة الشَّعبيَّة، بطريقة غير مسبوقة في تاريخ البشريَّة؟؟؟
فقد وصل "المسار" إلى درجة لا ينفع معها لا "هياكل تفسيريَّة مُؤقَّتة" ولا "مفسِّرون"، ولا الثُّلاثي المكنِّين هذيان أنفسهم "ماركس ـ لينين ـ ستالين" الفوضويُّون، ، ولا الكاهن "شفترون"، ولا البلطجي والي التَّدابير "لماذا لم ينخرطون"، ولا هُم يحزنون..
فمن هو "الشَّبَح"/"شْبَيَّحْ" إذا؟؟؟ ولماذا حجبت الحجابة الرِّئاسيَّة كوب وإبريق الماء الرِّئاسي على رئيسة ووزيرة ومديرة ديوانه حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة؟؟؟ ولماذا "انتُقِلَ" رئيس الجمهوريَّة من "مكتب الرَّئيس" إلى مكتب مكتبة القصر الرِّئاسي؟؟؟
حفظ الله تونس من هرولة القفز الشَّاهق نحو المجهول والإيهام بالتَّقدُّم عبر "السَّير للورى زقَّفونة"..
حفظ الله تونس من كلِّ مكروه ومن عودة ممارسات "شْبَيَّح" و"الشَّلَّاطْ" وصراعات الخلافة النُّوفمبريَّة على حساب الدَّولة وعلى حساب الشَّعب..