النظام الجزائري يتعمد إذلال وإهانة وتعذيب تونسيين في المعابر الحدودية، ويعاملهم بتشفٍّ بدائي مجاني كردّ فعل على تمكن مواطنة جزائرية/فرنسية من الهروب إلى فرنسا عبر تونس. مسافرون تونسيون أبرياء لا علاقة لهم بملف المواطنة المعنية، والذي تتداخل فيه أجندات سياسية واستخباراتية، يدفعون من كرامتهم وسلامتهم ثمن نذالة الأنظمة ووحشيتها.
ما ثبت من الحادثة هو أن المخابرات الفرنسية قامت بتهريب مواطنة فرنسية (جاسوسة أو مناضلة حقوقية تفاصيل لا تمس جوهر القضية) من الجزائر عبر تونس. ومن العبث أيضا البحث في تفاصيل خطة المخابرات الفرنسية في كيفية اختراق الحدود الجزائرية التونسية، وفي فرض خروج السيدة من المطار، أي أمام أنف "الدولة التونسية"، بإشراف مباشر من السفير الفرنسي رغم أنها على ذمة القضاء التونسي.
بل ومن العبث أيضا محاولة نفي أو إثبات موافقة سعيّد على ترحيل السيدة من تونس، لا فقط لأن إثبات ذلك مستحيل، بل لأنه لا فرق بين الحالتين. في الحالتين نحن أمام غطرسة فرنسية استعمارية تقليدية معتادة.
وأمام نظام جزائري منحطّ لأنه يتشفى من مواطنين عزّلا ويأخذهم بجريرة حدث يدرك أنهم لا دخل لهم فيه. وأمام انقلاب بائس جعل البلد نهبا لكل طامع (بما في ذلك نظام الجزائر) بعد أن دمر كل مؤسسات الدولة ومهزل السياسة وفكك المجتمع.. بل أفرغ كل شيء من أي معنى.
في سياق بائس كهذا، من العبث الحديث عن سيادة وطنية واستقلال وكرامة مواطن.
ألف تبا.