النموذج الذي ترونه في التلفاز! و ما تسلله أو تبعه من نقاشات مدارها الأخلاق -ظاهريا- بأدوات ابتعدت كثيرا عن اتجاه الاخلاق ان لم نسجل تضاد الاتجاهات.
أولا يجب ان نسلم أنّ الأجيال تتغير في نمطها وما صلح بالأمس قد لا يكون اليوم وفضاء الاخلاق يتسع ويضيق حسب الزمان والأحوال، فقط أصحاب العقول الجامدة هم الذين لا يقبلون التجديد الذي يفرضه الواقع، على انّ التجديد الذي لا ينضبط الى رصانة وعقلنة هو انصياع اعمى يجعل صاحبه متبوعا ويساق الى مربع التحكم فيه من قوى الاستعمار -الان نبدأ النقاش السياسي-
انّ ما ترونه من انحراف قد ضل كل الضلال عن ضوابط التقاليد والعادات، وتنكّر للدين والقيم الاخلاقية في مشهد اعلامي في ظاهر الأمر ليس معد لصناعة، أجيال، وانّما هو نتيجة وانعكاس لعملية سبقت كل هذا...
لنعالج الحقائق بالحقائق لا بالأوهام ذلك انّ الطبيب ان أحسن التشخيص فلا يتعاطى مع الحالة المرضية بالأوهام، بل في حدود ما يسمح به الواقع لا الاوهام! و يأتي على علّة المرض واسبابه، فإنّه ان تعاطى مع التداعيات واغفل المسببات يكون علاجه ترقيعا متسرعا.
كذلك ظاهر المشهد الاعلامي، فانّ توجيه سهام النقد له بإغفال الحديث عن مجهودات جبارة تظافرت في حقبة زمنية لتخريب الهوية-بكل ما تعنيه- وكان من احد مناهجها الخط الاعلامي لبعض المحطات ليس سوى من جملة السبل التي سلكت في هذا المنحى.
عقول الابناء الجاهزة الان للاستيعاب - او للحشو بلفظ أدق- بكل مادة سخيفة دون المعتبر منها عمل جبار اعتكفت عليه نخبة القى بها الاستعمار لتخريب ما اتصل من المجتمع بعمقه…
لنقول اذا اردنا انّ التخريب الذي وصلنا الى احد محطاته المتطورة، في الاعلام، هو في الحقيقة منعرج سياسي! عاشته البلاد القى بضلاله على كل ميدان.