اتفق كل انصار 25 جويلية ممن اعتبروه تصحيحا للمسار . ولم نختلف معهم في هذه النقطة - انه حاز في فترات حكمه الاولى على قبول وسكوت واستعداد للشراكة من طيف سياسي واسع ومن المنظمة العمالية الاكبر والاعلام ومنظمات المجتمع المدني "الضدنهضاوي" وتحصل على صمت شعبي مساند بالانسحاب . اما الموقف الدولي فلم يصنفه انقلابا وتعاطى معه بدعوات لطيفة للمحافظة على الحريات واستعادة حكم المؤسسات بوضع خارطة طريق معقولة .
القوى الديمقراطية الفعلية مثل التيارات المكونة لشارع "مواطنون ضد الانقلاب" ثم " جبهة الخلاص " والمواقف الحاسمة التي اعتبرته انقلابا مثل موقف حزبي " العمال" و "الجمهوري" استطاعت فقط ان تؤكد وجود طيف واسع من الطبقة السياسية مناصر للديمقراطية ولكنها بقناعة من الجميع لم تكن تتوهم القدرة على اسقاطه ( مواقف للتاريخ والبناء للاستراتيجي دون وهم بالانتصار السريع ) .
اذن والامر على هذه الصورة لماذا ذهبت السلطة القائمة الى اصعب الطرق :
• الملاحقة القضائية واستهداف المعارضة وتحويل وضعية الحكم القائم الى ملف حقوقي؟
• احتقار الانصار السياسيين ومعاملتهم بإهانة ورفض تشريكهم وبناء حزام سياسي من الاتحاد والاحزاب الوظيفية والاستئصالية المستعدة للخدمة ؟
• المناورة الخطابية الديماغوجية بدعوى رفض الاملاءات والتشويش على عمل حكومة ادارية قدمت كل اشكال الخضوع للصندوق والقبول بالتوصيات ؟
• احراج دول غربية وعربية مساندة ومستعدة لدعم حكم تسلطي مستقر ووضعها امام صعوبة الدفاع على ايقافات وملاحقات وتجاوزات حقوقية ضد معارضة يعلمون انها لا تستطيع قلب الموازين حاليا ؟
من يستطيع اجابتنا على هذه الاسئلة التي تضعنا فعلا امام فريق حكم يعمل ضد ذاته .