للجاحظ أسلوب لا يخطئه قارئ يُعرفُ ب"الاستطراد" وهو أن يفرّع في القول ويأتي بما يستتبع ذلك أيضا من تفريع حتى ليُنسى معه الحديث الأوّل.. غير أنّ هذا هو الجاحظ لا يأتي بالحديث إلاّ على قدر الحاجة للإستطراف والإستظراف !..
أمّا حين يتعلّق القول بمؤسسة عريقة في إصدار البيانات ف"تستطرد" وتطيل ويدور الكلام بعضه حول بعض واصدار ذلك في ورقة مضغوطة الحروف لا تكاد تُقرأ فهذا لا إسم له إلاّ هذر الهاذرين وهرف الهارفين و ملأ الصحيفة ب "n'importe quoi"
ولكن لهذا أسباب لم تعد خافية ولا حاجة لأصحابها أن يخجلوا.. "كلّ شيك انكشفن وبان" كما يقول عبد المنعم مدبولي في المسرحية...! مكتب تنفيذي صادر عن "انقلاب نقابي" على الفصل 20، في وضع "انقلابي" ونريد منه أن يصف السلطة بما هو موصوف به؟! فيصدق عليه قول المثل :" رمتني بدائها وانسلّتِ"!
اعلان مباشر بعد الخامس والعشرين من جويلية مساند للمسار مبتهج ب"زوال غمّة العشرية" البريء منها براءة يوسف من دم الذّئب ونريده اليوم أن يعارض أو يجذّر مواقفه ويستأسد؟! إنّنا والله نطلب حيفًا.. فبلاش احراج يعني "مازال فينا ما يتفصل "!
مبادرة تلوى المبادرة ولا من مجيب كمن "يحرّك ثبيرا ويطلب من الغضرم عبيرا" كما قالها أبو العلاء، وطلب لقاء وإلحاح فيه فيُرسل إلى وزير الأمن.. ونريد بعد هذا "معاركيّة"؟! موش العشرية هذي باش "يأخذها ولا يخف.. ولا يكون مهوامًا"..
.. ولمّا كان ذلك كذلك،
أفضل ما نفعل أن نصدر بيانًا لولا احراج "غرّة ماي" ما أصدرناه ونكتبه بحروف مضغوطة ونُسرف في فقراته ونتزيّد في قوله ونملأها "كلامًا منفوخا" ونطبعه على ورقة واحدة ونمهر كلّ ذلك ب"عاش عاش الاتحاد" هي أفضل الطرق حتي "لا يقرأه أحد".. وخاصة مصلحة قراءة البيانات في وزارة الأمن.
دا رأيي في القضية يعني.