ماذا حدث في معرض الكتاب مما قيل إنّه مصادرة لمجموعة مقالات لكمال الرياحي بعنوان "فرانكشتاين تونس" و كتاب "قيس سعيد ربّان سفينة تائهة" لمدير موقع "بزنس نيوز" نزار بهلول "؟
لا بدّ في البداية من تبيّن أمر ترتيبي يخصّ" معرض الكرم "وهو أنّه مؤسسة ذات إدارة تسييرية مستقلّة وهي فضاء حرّ للعرض ( للأثاث وللكتب ولجهاز العرائس..).. وأمّا معرض الكتاب فتنتدب له وزارة الثقافة "لجنة تسييرية" مؤقتة.
الإدارة ماتزال تعيش بعقلية" تجمعيّة" واعتقدت أنّ صعود الرئيس يعني العودة للممارسات الرقابية فاستعانت ب"جهة ما " تقوم بالحراسة والمراقبة وكلّفتها ب"إلقاء نظرة على الكتب". ولأنّهم "عقوبة الله" انتبه أحدهم للكتاب الأوّل فصادروه ( في الحقيقة أخفوه حتى لا يراه الرئيس في زيارته) وحتي تخرج لجنة التسيير من الحرج جاءت بفكرة أنه لم يرد عليها في قائمة الكتب..
ما علينا.. مرّ الأمر كما مرّ .. ثمّ انتبهت نفس "الجهة " لكتاب نزار بهلول فعادت حليمة لعادتها القديمة ( هذا مضمون حديثي مع صاحب الدار).. ثمّ أعادوه لسالف نشاطه.. هذا ما حدث بالضبط على ما علمت.. والله أعلم.
والحقيقة أنّي لمّا كتبت في الإبّان " مصادرة كتاب كمال الرياحي" ( فكرة سامي الفهري) كنت علي وعي تام بما حدث حتي لا يُحتاج معه إلى سماعه من أفواه أصحابه. لأنّ كمال كنزار كسامي الفهري هم ملخّص ما وصله البلد من "تحيّل وضحك على الذقون"..
فاتن الفازع تليق بنا.. تليق بنا جدًّا .