إعلام الفتنة يتهكَّم على عاداتنا وتقاليدنا، ويُشعل نار الفتنة الجهويَّة ضدَّ أهلنا الكرام في جرجيس وتقاليدهم الأصيلة باستضافة فنَّانة تتهكَّم عل طهي "العيش بالحُرِّيقة" (عصيدة بنبتة "الحُرِّيقة"/القراص) في صباح اليوم الأوَّل من الزَّواج في جرجيس تبرُّكا بأكلة الآباء والأجداد واستفادة بنبتة الحُرِّيقة وخصالها العلاجيَّة والطِّبِّيَّة العديدة وتثمينا للطَّبيعة وتناغما معها كعادة الإنسان المُتحضِّر منذ قِدَم التَّاريخ..
ما لا يعرفه إعلام الجهالة أنَّ "الحُرِّيقَة"/"القراص" (Ortie) نبتة صحِّيَّة ذات فوائد غذائيَّة وطبِّيَّة جمَّة يبحث عنها عشَّاق الغذاء السَّليم في تونس وفي أوروبا وفي العالم منذ قِدَم حضارة الإنسان، فيستهلكونها في المطبخ لإعداد أطباق شهيَّة ويشربونها شايا لذيذا، فهي "مصدر جيِّد لمضادَّات الأكسدة والمعادن والفيتامينات، مما يجعلها مضادَّة للوَرَم وتساعد في علاج أمراض الأورام،
وهي مفيدة في علاج الاضطرابات العصبيَّة، وتساعد علي تحسين الدَّورة الدَّمويَّة وعلى تحفيز الغدَّة الهضميَّة، وتساعد في علاج مشاكل عسر الهضم والغازات، وتساعد على علاج العديد من المشاكل الصحية التي قد تصيب الجهاز التَّنفُّسي، ولها تأثيرات إيجابيَّة كبيرة وملحوظة في التَّخفيف من أعراض الحساسيَّة الموسميَّة وغيرها من الفوائد"..
وما لا يعرفه إعلام الجهالة والفتنة أنَّ "جرجيس" ككلِّ تراب الوطن أرض الوفاء والإباء، احتضنت المناضل الوطني والدُّستوري الكبير المحامي وأستاذ الاقتصاد الأستاذ سيدي الطَّاهر صفر من أقاربنا لجدَّتنا الرَّاحلة تركيَّة شوشان وأحد أبرز مؤسِّسي جمعيَّة طلبة شمال إفريقيا المسلمين في باريس وأستاذ الاقتصاد السِّياسي بمعهد الجمعيَّة الخلدونيَّة وأحد أبرز محرري جريدة العمل لاكسيون بالفرنسيَّة النَّاطقة باسم الحرة الوطنيَّة وأحد أبرز مؤسِّسي الحزب الحرّ الدُّستوري التَّونسي في مارس 4193 فكان ثالث الثَّلاثة محمود الماطري رئيسا للحزب والحبيب بورقيبة أمينا عامَّا والطَّاهر صفر مساعدا للكاتب العام جزاهم الله عن تونس خير الجزاء،
وكان المناضلون يكنُّون الزَّعيم الحبيب بورقيبة "المجاهد الأكبر" وشيخ المناضلين الَّذي انشقُّوا عنه وأبقوا له ما استقرَّ في وجدانهم من احترام عبد العزيز الثّْعالبي "المجاهد الكبير" والطَّاهر صفر "المجاهد الكبير فيلسوف الدُّستور".. وقد تعرَّض الطَّاهر صفر لقمع الاستعمار الفرنسي الغاشم الَّذي نفاه في جانفي 1935 ليلتحق بقادة الحركة الوطنيَّة ببرج البوف (برج بورقيبة) بالمنطقة العسكريَّة المحتلَّة الممنوعة بالجنوب التُّونسي للانتقام من نشاطهم الوطني، قبل نقله لجرجيس بعد تتدهور حالته الصِّحِّيَّة، فنصره أهلها أهلنا في جرجيس الأبيَّة..
ولا يزالوا يحتفظون بذكراه النَّاصعة وبادلهم المحبَّة بجمع وإصدار كتاب بعد الممات عن "يوميات منفي جرجيس 1935"، وأطلقوا بعد الاستقلال المجيد اسمه على المدرسة الابتدائيَّة الرَّئيسيَّة بالمدينة، بل وتغنَّوا به في جَزَلِهم الشَّعبي في أفراحهم وفي أتراحهم وتوارثوا ذكراه ونضاله الوطني والدِّيني جيلا بعد جيل: "الطَّاهر صفر يا مْعَنْقِر الشَّاشِيَّة، تُعْرُك على الإِسْلَام وعلى الحُرِّيَّة"..
ستبقى جرجيس، رغم إعلام الفتنة، ستبقى جرجيس وتونس وفيَّة لإعلامها الوطني ولأعلامها الخالدين، وسنبقى نتغنَّى بجرجيس الَّتي آوت المجاهد الكبير فيلسوف الدُّستور والحرِّيَّة سيدي الطَّاهر صفر وتغنَّت به وبذكراه الخالدة: "الطَّاهر صفر يا مْعَنْقِر الشَّاشِيَّة، تُعْرُك على الإِسْلَام وعلى الحُرِّيَّة".. "الطَّاهر صفر يا مْعَنْقِر الشَّاشِيَّة، تُعْرُك على الإِسْلَام وعلى الحُرِّيَّة".. "الطَّاهر صفر يا مْعَنْقِر الشَّاشِيَّة، تُعْرُك على الإِسْلَام وعلى الحُرِّيَّة"..