وأخيرا، رئيسة حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة ترفع يدها (معصم يدها)، بعد 582 يوما من طَأْطَأَة الرَّاس والابتسامة الصَّفراء والَّتي لا تزال صفراء ثابتة في مكانها على وجه تعلو مُحيَّاه علامات التِّيه والضَّياع الدَّائم..
رفعت السَّيِدة بُودِن بن رُمْضَان معصم يدها في مجلس وزاري يوم أمس 16 ماي 2023، في غياب مُثير للجدل لوزير التَّدابير المثير للجدل المكنِّي نفسه "ستالين" للتَّدابير الاستثنائيَّة للدَّاخليَّة، رغم أنَّ المجلس خُصِّص للنَّظر في تحيين الاستراتيجيَّة الوطنيَّة لمجابهة الكوارث والمخاطر وبدعم من وكالات الأمم المُتَّحدة المختصَّة ولبرنامج النَّظافة الوطني، وهي من مشمولات وزارة الدَّاخليَّة بامتياز، بحكم تبعيَّة مجابهة الكوارث والمخاطر للحماية المدنيَّة ولولاَّة الجمهوريَّة ومعتمديهم وعُمد معتمديهم وتبعيَّة النَّظافة أيضا للمجالس العموميَّة البلديَّة والقرويَّة والجهويَّة المنتخبة ديمقراطيًّا أو المُعيَّنة في نيابات خصوصيَّة مؤقَّتة، وكلُّها من مشمولات وزارة الدَّاخليَّة الَّتي لم يفهمها بعد وزير التَّدابير الاستثنائيَّة للدَّاخليَّة المُغرم بتدابير أخرى تسيِّرها الغرف الخفيَّة الخلفيَّة المظلمة..
وبالعودة للصُّورة الشَّهيرة النَّادرة، وسواء رفعت السَّيِّدة بُودِنْ بن رُمضان مِعصم يدها بقرار إرادي سيادي أم بموافقة أم بإيعاز من رئيس الجمهوريَّة أو من الغرف الخفيَّة الخلفيَّة السِّرِّيَّة كتصرُّف ل"شخص طبيعي" أو "غير طبيعي" أو لإظهار مجوهرات خواتم أصابعها والشَّعب جياع لطمأنة الدَّائنين والجهات "المُنَاحَة" و"تسامح الدُّيُون"، فإنَّ الصُّورة نادرة بل وسابقة هي الأولى من نوعها، بعد 582 يوما من "المسؤوليَّة" على رأس حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة ومجالسها الوزاريَّة..
وهي مجالس وزاريَّة فوضويَّة صوريَّة، بدون شرعيَّة ديمقراطيَّة ولا مشروعيَّة شعبيَّة ولا أخلاقيَّة، ولا حتَّى تفويض من رئيس الجمهوريَّة الرَّئيس الفعلي للسُّلطة التَّنفيذيَّة ولمجمل سلطات التَّدابير الاستثنائيَّة بموجب التَّفعيل التَّوسُّعي للفضل 80 من دستور 2014 والَّذي تمَّ دسترته (التَّفعيل التَّوسُّعي الدَّائم للاستثناء وتحويله إلى قاعدة) وتأبيده في دستور الرَّئيس..
وهي أيضا مجالس بلا بوصلة ولا رؤية سياسيَّة عامَّة، وبلا حتَّى مواعيد ثابتة راتبة ولا جداول أعمال معلومة معدَّة سابقا ولا تشاركيَّة..
وهي مجالس يتمُّ فيها التَّطاول الدَّائم على الدَّولة وإهانتها باعتماد اللُّغة الفرنسيَّة لُغة عمَل السَّيِّدة "نجلاء"، أو "مارتين" كما يحلو للنَّبَّارة تسميتها تذكيرا بجنسيَّتها الأم وثقافتها الأم ولغة تخاطُبها وتعامُلها وعَمَلها بلغتها الفرنسيَّة الأم، في إهانة دائمة لللُّغة الرَّسميَّة للدَّولة وللأمَّة وللبلاد التُّونسيَّة وفي "خرق دائم" لدساتير البلاد لدستور المجلس القومي التَّأسيسي المؤرَّخ في غُرَّة جوان 1959 ولدستور المجلس الوطني التَّأسيسي المُؤرَّخ في 27 جانفي 2014 وحتَّى لدستور الرَّئيس الفرداني الأُحادي المُؤرَّخ في 17 أوت 2022 لدسترة وتأبيد التَّدابير الاستثنائيَّة وحكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائيَّة..
وبقطع النَّظر عن صورة رفع معصم رئيسة حكومة الحكومة وإظهار مجوهراتها وعلامات البذخ وفحش الثَّراء للتَّغطية عن الخواء، لماذا "يَسْتَبَنْدَى" (يتطاول ويستقوى على القانون بعقليَّة البلطجة، في اللَّهجة العاميَّة اشتقاقا من "باندي"/"بلطجي") ويتغيب وزير التَّدابير الاستثنائيَّة للدَّاخليَّة عن مجالس وزاريَّة هي من صلب مشمولات وزارته؟؟؟ ولماذا تواصل السَّيِّدة "نجلاء" مواصلة سياسة الخواء؟؟؟ أم أنَّها برفع معصم اليد تسأل أين اختفى وزيرها في حكومة الرَّئيس للتَّدابير الاستثنائية عن مجلس وزراء يتناول صميم وظائف ومشمولات وزارته؟؟؟ أم أنَّها تتساءل كعموم المواطنين : "إلى أين هي ذاهبة أوضاع البلاد"؟؟؟ "وين ماشين" في "السَّير للورى زقَّفُونة"؟؟؟ ولماذا تُصرُّ السَّيِّدة "مارتين" في مُكنَّى النَّبَّارين على إهانة اللُّغة الرَّسميَّة للإدارة وللدَّولة وللشَّعب وللأُمَّة وللبلاد؟؟؟