هل يُعذر شعب مُلئ بؤسا وقرفا وأياما سودًا ببهجة ملاقاة مغنٍ نسونجي يجبر خاطره بلبس الجبّة التونسية أو بتلحّفه علم البلاد أو بأيّ داهية تونسية فيرى في ذلك "ترميما للمعنويات" كأنّ العهد ليس قريبا بقذف القلاصين والقاء الحصّارات؟!... الجواب ça dépend !!
فصاحبهم "مدمن تونسة" في كل زمن رئاسي : قدم مع بورقيبة وعاد مع بن علي ولم يُفلت سنوات الديمكرات ويأتي أيضا في الزمن الزقافني! حتى أصبح يعرف من أين "يُفتح" الجمهور التونسي وحذق الفازات التي تحبها للاّ زبيدة.. فحُقرة أنفسنا التي رسّختها فينا الدولة الوطنية - مشكورةً - تجعلنا نشعر بالإشباع النفسي بمجرّد ذكر إسم البلد وجملة :" أنا بموت في الڨمهور التونسي"! فترى "الدايخ أكثر من الواقف"! وتلفت سميرة لمنيرة وتضع يدها على صدرها وتقول :" سمعتوا بربي؟! بيموت فينا.. وه باش ندوخ"!
نترك سميرة دايخة وأحاول تذكيركم ببعض الأمثلة :
- لبس الجبّة التونسية وعقد الياسمين ابتدعها عبد الحليم حافظ.
- المطرب محمد رشدي حيّا تونس بأغنية من التراث الهلالي :" يا صلاة الزين على تونس".
- العظيمة ماجدة الرومي غنّت لأبيها حليم الرومي :" قسما بسحر عيونك الخضر" فكانت تليق بالبلد..
- مارسال خليفة غنّى لآدم فتحي " يا تونس الحرّة".. ولم يلبس الجبّة..
- كاظم الساهر جاء بأغنية :" هلا بالحلوة السمرا" و حشر اسم تونس فيها. حتى أنه يقال أنه غناها في ليبيا :" ياحلوة انت يا ليبيا" فردد الجمور :" تونس تونس تونس "!
غير أنّ المثال الجيّد هو الذي قدّمه مايكل جاكسون وهو يخرج العلم التونسي في نهاية أول اغانيه... على كلّ، ربي يطوّل في أعمارنا ولا يحرمنا من الحشوات الوطنية التي تجعل سميرة تدوخ.