الاتحاد والنهضة بطبيعة الحال هما القوتان الاجتماعية والسياسية الاساسيتان من حيث انهما يجمعان حولهما شارعين ونخبتين .
يفترض ان الاتحاد هو رأس ما يعرف بالعائلة الحداثية واليسار الاجتماعي وبقايا سيستام النظام السياسي السابق ونخبه الاعلامية والثقافية ( ما سمته القوى الثورية النمط ) .
وتمثل النهضة بعد الانقلاب الطرف الأهم في شارع القوى الديمقراطية والثورية من انصار الانتقال الديمقراطي الكامل بجميع مخرجات ثورة 14 /17واهمه دستور 2014
انقلاب 25 هو في اخر التحليل استعادة الجناح المتصلب في النظام لسلطته التي فقد جزءا كبيرا منها يوم 14 جانفي 2011 والتي خسرها في انتخابات اكتوبر 2011 ولم يسترجعها كاملة بانتصار النداء وعودة المنظومة بعد 2014 فقد ظلت العشرية قائمة على حضور القوى الجديدة رغم اضطرار النهضة اقوى اطراف الجديد الى تسوية ضيزى مع قديم تجدد ديمقراطيا وتأهل ثوريا بتحالفه مع الجديد المحمول على ما عرف بالعائلة الديمقراطية الاجتماعية او النمط .
لنقل ان سلطة 25 تحاول ان تقترح الان برعاية اقليمية ودولية استعادة مشروع خطاب 13 جانفي لصناعة 26 جويلية وتجاوز مزدوج ل24 و 25 جويلية عبر تحجيم / تدجين / تأهيل / رسكلة اقوى الجديد الديمقراطي ( النهضة وحلفاءها / المؤتمر وطلبات منه ) و ضبط الاتحاد وحلفائه . لنكون امام : اسلام سياسي وقوى ديمقراطية ثورية محجمة حاضرة في المشهد دون فاعلية ولكن دون ان يتم استئصالها واتحاد مضبوط في مربعه النقابي وقوى يسارية حداثية مدمقرطة وشريكة في الحكم مع " النظام / الدولة " بمقدار معلوم .
خطاب الطبوبي اليوم اعلان رفض لهذا المقترح دون قطع نهائي معه والنهضة لن تقبل بمؤتمر تحجيم . الطرفان يعلمان ان سلطة متصدعة وغير منجزة تهتز شرعيتها باستمرار لا تستطيع ان تفرض ما تريد وان قوى اقليمية ودولية تعيش ازماتها الجغراسياسية لا تستطيع ان تقرر مستقبل تونس الثائرة مهد الربيع الديمقراطي العربي .
ضعف المعارضة لا يعني قوة سلطة لا تملك غير القوة العارية والصلبة . السنة السياسية مفتوحة على الاعتراف بتونس متوازنة بين دولة عاقلة وديمقراطية واجبة تعبر عن الموازين الحقيقية للقوى لا عن المشهد الذي تصنعه مخابر الثينك تانك او فرض الامر الواقع .