النِّيجر، صفاقس، لامبيدوزا، ناغورنو كاراباخ، أكرانيا، زيارة قداسة البابا فرانسوا إلى مرسيليا، أبرز محاور السِّياسة الخارجيَّة في الحوار الصُّحفي للرَّئيس الفرنسي ماكرون مع القناتين الثّانية والأولى للإعلام العمومي والخاص:
ـ الإعلان عن الاستعداد لإعانة إيطاليا على تسجيل القادمين عبر قوارب الهجرة السِّرِّيَّة من صفاقس أساسا إلى لامبيدوزا..
ـ الاستعداد لدعم دول المنشأ وبالأخص دول العبور (تونس أساسا) لتلعب دور الشُّرطي لمنع مغادرة المهاجرين السَّواحل الجنوبيَّة للمتوسِّط وخاصَّة ميناء صفاقس والمياه التُّونسيَّة..
ـ الإعلان بصفة مصلحيَّة جدًّا عن تسوية وضعيَّة العُمَّال المهاجرين غير القانونيِّين في القطاعات ذات ضغط شُحِّ اليد العاملة..
ـ الاعتزاز بزيارة وبحضور قداس قداسة البابا فرانسوا بملعب مرسيليا رغم "محاذير اللَّائيكيَّة الفرنسيَّة"، والتَّفاعل الإيجابي مع ندائه لمناهضة اللَّامبالاة أمام مأساة المهاجرين ورفضه تحويل المتوسِّط من بحر الحضارة إلى مقبرة للضَّمير الإنساني..
ـ الإعلان بصفة متأخِّرة جدًّا عن سحب القوَّات الفرنسيَّة من النِّيجر وسحب السَّفير بعد ساعات من قرار سلطات الأمر الواقع العسكريَّة بالنِّيجر غلق المجال الجوِّي ومطار ديوري هاماني الدُّولي بنيامي أمام رحلات الخطوط الجوِّيَّة الفرنسيَّة والخطوط الَّتي تستأجرها فرنسي أو شركات فرنسيَّة وبعد تنامي المشاعر المعادية لفرنسا في القارَّة السَّمراء..
ـ الخلط غير الموفَّق وغير المقبول لرئيس دولة ذات عضويَّة دائمة في مجلس الأمن الدُّولي بين العمليَّة العسكريَّة للقوَّات العسكريَّة الأذربيجانية ضدَّ الحركة الانفصاليَّة المسلَّحة في مقاطعة "ناغورنو كاراباخ" (أعالي الحديقة الحمراء) الأذربيجانية ذات الأغلبيَّة الأرمنيَّة بدعم سياسي وديبلوماسي وعسكري تركي وصمت موافقة ضمنيَّة روسي وبين ما اعتب تهديد السَّلامة التُّرابيَّة لدولة أرمينيا (؟؟؟)، في محاولة لإرضاء أرمينيا ديبلوماسيًّا ولمغازلة الشُّعور المعادي لتركيا المسلمة داخل جزء من الرَّأي العام الفرنسي..
مُزعج هذا الخلط الخطير بين المطالب الدِّيمقراطيَّة المشروعة للأقلِّيَّة الأرمنيَّة في احترام الحقوق والحرَّيَّات الأساسيَّة بما فيها حرِّيَّة الضَّمير والمعتقد وبين حركة انفصاليَّة مسلَّحة ترفض سيادة أذربايجان وترغب في الانضمام بقوَّة السِّلاح لدولة أرمينيا لأسباب عرقيَّة ودينيَّة..
يعلم الرَّيس ماكرون أنَّ الانفصاليِّين المسلَّحين أعلنوا الانفصال في السَّابق إبَّان انفراط عقد الاتِّحاد السُّوفياتي وتكوين جمهوريَّة صوريَّة لم تعترف بها الأمم المُتَّحدة ولا أيَّة دولة في العالم بما في ذلك أرميني ولم تضعها الأمم المُتَّحدة لا علاقة الأراضي المحتلَّة ولا على قائمة تصفية الاستعمار للدُّول والأقاليم والشُّعوب الواقعة تحت الاحتلال الأجنبي، في خرق من الانفصاليِّين لسيادة أذربيجان على أراضيه وسلامته التُّرابيَّة كما يقرِّها القانون الدُّولي والشَّرعيَّة الدُّوليَّة.. على أمل أن تكون مشاركة الوفد الفرنسي أكثر إيجابيَّة من تصريح الرَّئيس ماكرون اللَّيلة، وأن تُساهم فرنسا في الدَّفع باتِّجاه إحلال السَّلام، إلى جانب وفديْ ألمانيا والاتِّحاد الأوروبي، في مباحثات غرناطة بين الرَّئيسين الأذربيجاني إلهام عالياف والأرمني نيكول باشينيان يوم 5 أكتوبر القادم، بعد وساطة ومساع حميدة للشَّقيقة إسبانيا لضمان احترام وقف إطلاق النَّار بين الجيش الأذربيجاني والانفصاليِّين والتزامهم بوضع وتسليم الأسلحة مقابل ضمان أذربيجان لحماية المدنيِّين وتأمين دخول قوافل الإغاثة الإنسانيَّة وبدأ مفاوضات سلام تكفل الحقوق الدِّيمقراطيَّة لسكَّان المقاطعة ذات الأغلبيَّة العرقيَّة الأرمنيَّة والدِّينيَّة المسيحيَّة الأرثودوكسية ضمن سيادة دولة أذربيجان المسلمة وبناء سلام دائم مع جارتها أرمينيا..