حقا.. موش الرئيس متغشش على السياحة.. وقاللكم اللي هي خيار غالط تم اتخاذو منذ السبعينات والمفروض أن تتم المراهنة على الفلاحة ؟.. وقاللكم ما دام حصلنا واعتمدنا عالسياحة لازمنا ما نكتفوش بسياحة الشواطئ وأشعة الشمس التي في السماء.. ولازم السائح كيف يجينا ما يعديش كونجيه راقد في الوتيل.. وكي نستقبلوه لازمنا نحفظوا كرامة التونسي موش نقوموا نرقصولو بالمحارم والمشامم ونزغرطولو تقولش علينا "شعوب بدائية" (المقارنة هذي من عندي.. يسمح بها السياق طبعا).. وقال "ناقص كان وزراء الحكومة الكل يستقبلوا السياح بالرقص."
عاد الطريف أنو كل معلقي الإذاعات اليوم شاخوا على كلام سعيّد واعتبروه كلام ثوري ومعقول ومنطقي ومحلاه. والحقيقة هو مجرد كلام شعبوي. ويبدو أن الشعبوية تجد تربة خصبة فعلا في تونس.
أولا السياحة قطاع اقتصادي أساسي واستراتيجي كباقي قطاعات الاقتصاد. والاستثمار فيه ليس خطأ.. بل الخطأ في كيفية إدارته بما جعله قطاعا ذا مردودية ضعيفة على الاقتصاد ومنخور بالفساد لأنه مهيمن عليه من شركات السياحة العالمية واللوبي البنكي. عدا ذلك هو قطاع ذو طاقة تشغيلية هائلة ومحرّك اقتصادي حيوي.. واستراتيجي أيضا. بل هو الأنسب لما هو متوفر لمجتمعنا الأمي من إمكانيات.
ثانيا السائح يأتي فعلا إلى تونس من أجل الشاطئ والشمس والفولكلور. شعوب الشمال تبحث عندنا عن الشمس والبحر وقليل من الترفيه لا أكثر. فلا معنى أن تطلب منه الخروج من النزل وهو يجد فيه كل ما يريد.
ثالثا الطبل والزكرة فن قائم بذاته. وهو فن متجذر في ذائقة السكان ولا معنى لاستهجانه. لأن السائح الذي يفضّل الموسيقى الحديثة سيجدها أيضا في النزل. يعني لا معنى لاعتبار الرقص على موسيقى الطبل والزكرة ممارسة بدائية.. هو فولكلور نعم ولكن من زاوية الانتروبولوجيا الثقافية هو وحده الفن الذي تتجلى فيه روح التونسيين.
بالفلاّڤي.. سيّب العباد تطبّل وتزكّر وتشطح وينطّروا الفرنك باش يعيشوا. تونس ما عندهاش برشا خيارات للنهوض. تحتاج فقط مواطنا حرا.. ومؤسسات حرة لا سلطان عليها سوى القانون العقلاني الحديث.
تبا.